-عواصم – عرب 21 –
في إنجاز رياضي لافت، تمكن نادي الهلال السعودي من تحقيق فوز تاريخي على نادي مانشستر سيتي الإنقليزي، أحد أقوى الفرق في العالم، خلال بطولة كأس العالم للأندية.
لم يكن هذا الانتصار مجرد مباراة تنتهي بصافرة الحكم، بل تجاوز حدود الرياضة ليتحول إلى رسالة سياسية وثقافية تعكس طموحات المملكة العربية السعودية في تعزيز مكانتها على الساحة الدولية عبر القوة الناعمة، وفي مقدمتها الرياضة.
فوز الهلال لم يكن فقط نتيجة أداء كروي مميز، بل هو ثمرة منظومة رياضية متكاملة تبنتها المملكة ضمن ” رؤية السعودية 2030 ” التي وضعت الرياضة في قلب استراتيجيتها التنموية.
أصبحت الملاعب السعودية في السنوات الأخيرة شاهدة على تحولات كبرى: استضافة بطولات عالمية، جذب نجوم عالميين، تطوير البنية التحتية، وتوسيع قاعدة الجمهور الرياضي محليا وعالميا.
منذ أعوام، أدركت القيادة السعودية أن الرياضة ليست فقط أداة للترفيه أو التنافس، بل وسيلة فعّالة لبناء الصورة الوطنية وتعزيز النفوذ الناعم.
فحين يهزم فريق سعودي ناد أوروبي عريق مثل مانشستر سيتي، فإن ذلك يحمل في طيّاته رسائل متعددة : قدرة السعودية على المنافسة في أعلى المستويات، كفاءة مؤسساتها الرياضية، ونجاحها في صناعة بيئة احترافية متكاملة.
هذا الفوز يعكس أيضا تطور الذهنية الرياضية السعودية، حيث لم تعد الفرق المحلية تشارك فقط لمجرد التمثيل، بل لتحقيق الإنجازات، ومنافسة الكبار، بل والانتصار عليهم.
لا يمكن قراءة هذا الانتصار بمعزل عن السياق العام الذي تعيشه المملكة. فنجاحات السعودية لم تعد تقتصر على السياسة أو الاقتصاد أو الدبلوماسية، بل باتت شاملة: من تنظيم الفعاليات العالمية، إلى الإنجازات في مجال الفضاء، إلى التحول الرقمي، وصولا إلى الحضور المتزايد في الساحة الثقافية والرياضية العالمية.
الهلال بفوزه، لم يكن يمثل فقط جماهيره أو حتى الرياضة السعودية، بل حمل على عاتقه صورة وطن بأكمله في طور الصعود، ونجح في تقديم نموذج جديد للثقة والطموح والقدرة على الإنجاز.
انتصار الهلال على مانشستر سيتي هو رسالة واضحة للعالم : السعودية الجديدة ليست فقط بلد النفط، بل بلد الإنجازات، بلد الشباب الطموح، والريادة في مجالات متعددة. وبينما تتجه أنظار الملايين نحو ما ستحققه المملكة في المستقبل القريب، فإن هذا الفوز ليس إلا محطة جديدة في مسيرة طويلة من التميز والتألق.
