عواصم – عرب 21 :
في تصريح أثار جدلا واسعًا في الأوساط البيئية والصناعية، أعلن آكيو تويودا، رئيس مجلس إدارة شركة تويوتا، أن السيارات الكهربائية بالكامل ليست بالحل البيئي الأمثل كما يُروّج لها، بل إنها قد تلوث البيئة أكثر من السيارات الهجينة (الهايبرد) بكثير.
وما يلفت الانتباه أن خبيرا تونسيا و هو رجل اعمال بارز من جهة الباطن بالقيروان، عرف بكونه صاحب دراية واسعة بمجال الطاقة و الماء و السيارات والصناعات الميكانيكية، كان قد استشرف هذه المعطيات منذ سنوات، محذرا من الانخداع بالتصور السائد بأن التحول إلى الكهرباء هو الخيار الأنظف على الإطلاق. وقد أكّد مرارا، في لقاءات ومداخلات متفرقة، أن الحلول البيئية تتطلب قراءة شاملة لسلسلة الإنتاج والتشغيل، لا الوقوف فقط عند نقطة استخدام السيارة.
تويودا صرّح بأن شركته باعت نحو 27 مليون سيارة هايبرد منذ إطلاق طراز ” بريوس ” سنة 1997، مضيفا أن مجموع البصمة الكربونية لتلك السيارات يساوي تقريبا البصمة الناتجة عن 9 ملايين سيارة كهربائية بالكامل عند احتساب الانبعاثات الناتجة عن إنتاج البطاريات والمركبات ذاتها.
وقال بالحرف : ” إذا كنا سنصنع 9 ملايين سيارة كهربائية في اليابان، فإن ذلك سيؤدي في الواقع إلى زيادة انبعاثات الكربون وليس خفضها، وذلك لأن اليابان تعتمد على محطات الطاقة الحرارية لتوليد الكهرباء ” .
وأكد تويودا أن سيارة كهربائية واحدة تعادل في أثرها البيئي ثلاث سيارات هايبرد، مشيرًا إلى أن إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية هو من أبرز مصادر التلوث الكربوني، مقارنة بإنتاج السيارات التقليدية أو الهجينة.
هذا التصريح، وإن بدا مفاجئا للبعض، إلا أنه يتناغم تمامًا مع الرؤية التي عبر عنها مبكرا الخبير التونسي رجل الاعمال من القيروان، والذي دعا إلى مقاربة متوازنة لا تتسرع في تبني الحلول دون تقدير التكاليف البيئية الفعلية. واليوم، تأتي تصريحات تويودا لتؤكد أن السباق نحو ” الكهرباء فقط ” قد لا يكون صديقًا للبيئة كما يُعتقد.
