تونس 17°C

11 نوفمبر 2025

تونس 38°C

11 نوفمبر 2025

مصر تهدي العالم متحفها الكبير … وتونس تشاركها لحظة المجد .

بقلم : أ – حذامي محجوب ( رئيس التحرير ) .
في ليلة من ليالي الفخر العربي ، اتجهت أنظار العالم نحو القاهرة ، حيث قدّمت مصر للعالم أجمل هداياها : المتحف المصري الكبير، صرحٌ ثقافيّ وحضاريّ يُجسّد آلاف السنين من الإبداع الإنساني. ومن قلب العاصمة التونسية، شارك التونسيون هذه اللحظة الخالدة بقلوب مفعمة بالاعتزاز، خلال الحفل الذي نظّمه السفير المصري لدى الجمهورية التونسية، باسم حسن، بمبادرة راقية عكست عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين.
جمع الحفل نخبة من الشخصيات التونسية البارزة من وزارات الخارجية والثقافة والسياحة، إلى جانب رؤساء البعثات الدبلوماسية وممثلي المنظمات الدولية ، ورموز الفكر والإعلام ، وعدد من رجال الأعمال التونسيين والمصريين المقيمين في تونس .
كانت الأمسية لوحة من الودّ العربي والديبلوماسية الثقافية، جسّدت التلاحم التاريخي بين ضفّتي المتوسط : تونس ومصر.


من خلال النقل المباشر من القاهرة ، تابع الحضور المشهد المهيب الذي رفع راية السلام، حيث افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي المتحف المصري الكبير وسط احتفال أسطوري، بحضور 79 وفدا رسميا من ملوك ورؤساء وأمراء وأولياء عهود وممثلي منظمات ثقافية ودولية من مختلف القارات .
مشهد استثنائي عكس مكانة مصر في الوجدان الإنساني، كجسر حضاري يربط الشرق بالغرب، والماضي بالمستقبل .
في كلمته بالمناسبة، أكّد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن ” السلام هو الطريق الوحيد لبناء الحضارات ” ، مضيفًا “أن مصر تقدّم اليوم للعالم رسالة توحيد بين الإنسان والتاريخ والفكر والمعرفة”.
صرح قائلا : ” نحن قوة سلام وإنسانية، نؤمن أن العلم لا يزدهر إلا في بيئة مستقرة، وأن الثقافة لا تزدهر إلا في مناخ من التفاهم والتعايش ” .
كانت تلك الكلمات بمثابة إعلان لنهضة مصر الجديدة : دولة تصنع مستقبلها بوعي حضاري يستلهم أمجاد الماضي وينفتح على آفاق العالم .
لم يكن هذا الافتتاح حدثا ثقافيا فحسب، بل لحظة دبلوماسية بامتياز أعادت لمصر مكانتها كقوة ناعمة تشعّ من ضفاف النيل نحو العالم .
فقد قدّمت القاهرة من خلال هذا الصرح نموذجًا عن كيف يمكن للحضارة أن تكون أداة للتأثير والسلام في آن واحد. وأثبتت أن مصر التي شيدت الأهرامات لا تزال قادرة على الإبهار، لا بالحجر فقط ، بل بالإنسان والعقل والإرادة.
من تونس إلى القاهرة، ترددت أصداء هذا الإنجاز كأنها أنشودة عربية مشتركة، تُعلن أن الثقافة هي أعظم جسر بين الشعوب، وأن الأمة التي تكرّم ماضيها قادرة على أن تبني مستقبلها بثقة وإشراق.
لقد كان المتحف المصري الكبير أكثر من مشروع معماري ضخم، إنه رسالة إنسانية راقية تقول للعالم إن الحضارات لا تموت ، وإن مصر ، أم الدنيا ، ما زالت تمدّ للعالم نورها الأبدي، فيما شاركت تونس شقيقتها هذه اللحظة المجيدة، لتؤكد أن المجد حين يكون عربيًا… يكتسب طابع الخلود.

اقرأ أيضاً

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قبل أن تذهب

اشترك في نشرتنا الإخبارية وكن على اطلاع دائم بالأحداث العالمية