تونس 16°C

11 نوفمبر 2025

تونس 38°C

11 نوفمبر 2025

مهن تصمد أمام الذكاء الاصطناعي : رؤية بيل غيتس لمستقبل العمل .

عواصم – عرب 21 :
يشهد العالم تحولا جذريًا بفعل الذكاء الاصطناعي، الذي بات يعيد رسم خارطة المهن بوتيرة متسارعة.
فمنذ إطلاق ChatGPT عام 2022، أصبحنا نرى تطبيقات غير مسبوقة تشمل الترجمة الفورية، إنشاء الصور، التحليل الطبي، وحتى تقديم الاستشارات القانونية.
هذه الطفرة التقنية أثارت تساؤلات عميقة حول مصير الوظائف البشرية في المستقبل، وما إذا كانت جميع المهن مهددة بالاندثار أمام تفوق الآلات.
في هذا السياق، قدّم بيل غيتس، المؤسس الشريك لشركة مايكروسوفت وأحد أبرز العقول التكنولوجية، رؤيته حول المهن التي ستظل صامدة في وجه الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن مجالات الطاقة، علم الأحياء، وتصميم أنظمة الذكاء الاصطناعي ستظل تحتفظ بأهميتها.

التحدي الاجتماعي: الابتكار للجميع أم للنخبة؟
رغم الإمكانيات الهائلة التي توفرها هذه الثورة التقنية، إلا أنها تثير مخاوف بشأن العدالة الاجتماعية وإمكانية أن تترك شرائح واسعة من المجتمع على الهامش. فكيف يمكن ضمان أن الذكاء الاصطناعي لن يؤدي إلى تعميق الفجوة بين الفئات الاجتماعية؟
تعمل العديد من المنظمات، مثل المنتدى الاقتصادي العالمي، على إيجاد حلول لمواجهة هذه التحديات، من خلال برامج إعادة التأهيل المهني التي تمنح العاملين فرصة لاكتساب مهارات جديدة تتماشى مع العصر الرقمي.
لكن بيل غيتس يحذر من أن الانتظار قد يكون مكلفًا، مؤكدًا أن التحرك الاستباقي وحده كفيل بتحويل هذه التحديات إلى فرص.
فالرهان ليس تقنيًا فحسب، بل إنساني أيضًا: فالمستقبل الذي تُسخر فيه الابتكارات لخدمة البشرية سيكون أكثر استدامة وعدالة من مستقبل يُترك فيه الناس لمواجهة الآلات دون استعداد مسبق .

لماذا هذه المهن تحديدًا؟
يرى غيتس أن هذه القطاعات الثلاثة تتطلب مزيجًا معقدًا من الخبرة التقنية والذكاء البشري، وهو ما يجعل من الصعب استبدال البشر فيها بالآلات.
على سبيل المثال، يتعين على خبراء الطاقة التعامل مع مزيج من الابتكارات التكنولوجية والتحديات البيئية، مع ضرورة التخطيط طويل الأمد لمستقبل الطاقة عالميًا.
أما في مجال علم الأحياء، فإن تعقيد الكائنات الحية يفرض حضورًا بشريًا لا غنى عنه، خاصة في الأبحاث الطبية وتطوير العلاجات، حيث لا يمكن للذكاء الاصطناعي وحده اتخاذ قرارات تتعلق بالجوانب الأخلاقية والمعايير الإنسانية.
أما تصميم أنظمة الذكاء الاصطناعي نفسها، فيتطلب خبرة بشرية للإشراف على تطويرها وضمان توافقها مع القيم والمصالح الإنسانية، مما يجعل هذا المجال في منأى عن الاستبدال الكلي بالروبوتات.

العمل في عصر الذكاء الاصطناعي .
توقعات بيل غيتس لا تتعلق فقط بمستقبل الوظائف، بل تمتد إلى تحول جذري في مفهوم العمل والتعلم. فمع تسارع الأتمتة، ستنتقل المهام المتكررة إلى الآلات، مما يمنح البشر فرصة أكبر للتركيز على الإبداع والابتكار.
غير أن هذا التطور يفرض تحديًا جديدًا يتمثل في ضرورة إتقان الأدوات الرقمية والتكيف مع التقنيات الحديثة .
يبرز قطاع التعليم كنموذج واضح لهذا التحول، حيث يتوقع غيتس أن يصبح التعلم أكثر شخصنة وتكيفًا مع احتياجات الأفراد، بفضل أنظمة الذكاء الاصطناعي القادرة على مواءمة المناهج الدراسية وفقًا لسرعة واستيعاب كل طالب على حدة.

اقرأ أيضاً

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قبل أن تذهب

اشترك في نشرتنا الإخبارية وكن على اطلاع دائم بالأحداث العالمية