بقلم – أ.حذامي محجوب.
لم تعد المملكة العربية السعودية وجهة تقتصر على الحج والعمرة، بل تحولت في السنوات الأخيرة إلى لوحة نابضة بألوان الحياة ، تُمزج فيها التجارب السياحية الراقية مع الطبيعة الخلابة والفعاليات العالمية .
يأتي برنامج “صيف السعودية 2025” اليوم العالمي تحت شعار “لوّن صيفك” ليجسّد هذا التحول الجريء والطموح.
فالمملكة اليوم لا تكتفي بتطوير بنيتها التحتية السياحية، بل تقدّم نفسها للعالم كوجهة تزاحم أبرز الوجهات العالمية من حيث التنوع والجاذبية.
ما تشهده السعودية هذا الصيف هو أكثر من مجرد موسم ترفيهي، إنه مشروع وطني متكامل يعكس روح التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص، ويترجم الرؤية الجديدة التي تقودها القيادة السعودية نحو اقتصاد متنوع ومستدام.
حين يعلن وزير السياحة أحمد الخطيب عن استثمارات تتجاوز 300 مليون ريال من القطاع الخاص، ويكشف عن استهداف أكثر من 41 مليون سائح من 18 دولة وتحقيق إنفاق يتجاوز 73 مليار ريال، فإننا لا نتحدث عن أرقام فقط، بل عن ثقة تُبنى، وعن طموح يُترجم إلى واقع.
الوجهات التي يشملها البرنامج، من شواطئ جدة والبحر الأحمر بأجوائها المعتدلة، إلى مرتفعات الباحة والطائف وعسير بنسيمها البارد، تكشف عن تنوع جغرافي ومناخي لا يتوافر في كثير من دول العالم، وما يضفي على الصورة مزيداً من التألق هو إدراج فعاليات عالمية ككأس العالم للرياضات الإلكترونية ومواسم جدة وعسير التي تعود بحلة جديدة، فضلاً عن إطلاق أكثر من 600 منتج وتجربة سياحية، ووجهات فريدة مثل جزر شيبارة وأمهات، ومنتجعات تحمل توقيع علامات عالمية راقية. كل ذلك ليس رفاهية عابرة بل جزء من هوية جديدة تسعى المملكة إلى ترسيخها في الوعي العالمي، هوية عنوانها الجاذبية والانفتاح والتجدد. برنامج “لوّن صيفك” ليس مجرد دعوة لقضاء العطلة بل هو مشروع حضاري يستنهض قطاعات متعددة ويمنحها زخماً اقتصادياً وثقافياً، فالسياحة هنا تتجاوز المفهوم التقليدي نحو خلق فرص عمل، ودعم الصناعات الإبداعية، وتحفيز الاستثمار، وتعزيز التبادل الثقافي. هذا الصيف، تتحدث السعودية بلغة الألوان، وتدعو العالم لاكتشافها كما لم تُكتشف من قبل، في مشهد يبدو فيه أن المملكة لا تنتظر المستقبل، بل تصنعه، بذكاء وثقة وشغف لا يهدأ.
