تونس 17°C

11 نوفمبر 2025

تونس 38°C

11 نوفمبر 2025

الغرب يعيد فلسطين إلى قلب المشهد الدولي .


بقلم : أ – حذامي محجوب ( رئيس التحرير ) .
في تطور تاريخي مهم و لافت ، أعلنت عدة دول غربية كبرى، بينها فرنسا والمملكة المتحدة وبلجيكا والبرتغال وإسبانيا وكندا وأستراليا ، اعترافها الرسمي بالدولة الفلسطينية، بعدما كانت لسنوات طويلة تُعدّ من أبرز الداعمين لإسرائيل.
هذه الخطوة لا يمكن اعتبارها مجرد موقف او إشارة رمزية ، بل تمثل تحولا جوهريًا في موازين المواقف الدولية ، ورسالة واضحة على تراجع الدعم اللامشروط الذي اعتادت إسرائيل الحصول عليه


قد يحاول دعاة مبدأ ” الكل أو لا شيء ” التقليل من أهمية هذا التحول ، لكن قراءة أعمق لمسار الصراع تكشف أن هذه الاعترافات تمثل بداية عملية لتقويض الهيمنة السياسية والعسكرية الإسرائيلية ، تعيد القضية الفلسطينية إلى واجهة الاهتمام العالمي بشكل ملموس وفاعل .
فالسياسات الإسرائيلية الأخيرة ، بقيادة بنيامين نتنياهو، القائمة على التوسع الاستيطاني وفرض واقع أحادي بالقوة ، جعلت إسرائيل أكثر عزلة على الصعيد الدولي.
هذه السياسات ، التي تتحدى الشرعية الدولية بشكل سافر، تؤكد مدى الحاجة إلى نهج دبلوماسي تراكمي، يستثمر في كل مكسب صغير ليحقق إنجازا أكبر، على طريقة ” التدرج البورقيبي ” انها سياسة ” خذ و هات ” ، بما يضمن تثبيت الحقوق الفلسطينية خطوة بعد أخرى .
تشير التوقعات إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد اتساع دائرة العزلة الإسرائيلية، ليس فقط في أروقة المنتظم الأممي ، بل أيضا على مستوى المنظمات متعددة الأطراف والرأي العام العالمي . وهو مسار قد يقود إسرائيل إلى مصير شبيه بما واجهه نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، لتتحول إلى دولة منبوذة أخلاقيا وسياسيا.
إن الاعتراف الغربي اليوم بدولة فلسطين خطوة استراتيجية بعيدة المدى، تُعزز من مكانتها في النظام الدولي وتزيد الضغط على إسرائيل لمراجعة سياساتها. ورغم أن هذه الديناميكية تتحرك بوتيرة تدريجية تصاعديا ، فإنها تحمل في طياتها تحولا عميقا في موازين القوى الإقليمية والدولية ، وتبرهن على أن الدبلوماسية الذكية والمقاومة السياسية المنظمة قادرتان على إحداث اختراقات حقيقية حتى في أكثر الملفات استعصاء .
لقد أثبتت التجربة أن الطريق نحو دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة يمر عبر استراتيجية تراكمية متأنية ، من خلال توازن بين الضغط الدولي والتحرك الدبلوماسي المحكم ، لتعيد فلسطين إلى موقعها الطبيعي على الخريطة السياسية لهذا العالم .

اقرأ أيضاً

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قبل أن تذهب

اشترك في نشرتنا الإخبارية وكن على اطلاع دائم بالأحداث العالمية