باريس – عرب 21 :-
باريس – عرب 21 : أبوبكر الصغير.
في فوز مهم وُصف بالساحق، انتخب الوزير المصري الأسبق خالد العناني مديرا عاما لمنظمة اليونسكو بعد حصوله على 55 صوتا مقابل صوتين فقط لمنافسه الكونغولي فيرمين ماتوكو، في اقتراع جرى في 6 أكتوبر الجاري.
بذلك يخلف العناني الفرنسية أودري أزولاي لولاية تمتد أربع سنوات ، بعد حملة دبلوماسية وثقافية واسعة دعمتها فرنسا والجامعة العربية والاتحاد الإفريقي، فيما غابت الولايات المتحدة الأميركية عن التصويت.
سيعرض اسمه لاعتمادٍ رسمي خلال المؤتمر العام للمنظمة في سمرقند بأوزبكستان الشهر المقبل.
وقد هنأت أزولاي مصر قائلة : ” أهنئ مصر، القوة الإقليمية التي تستضيف اليوم مناقشات من أجل السلام ” ، في إشارة إلى مفاوضات شرم الشيخ حول غزة.
خالد العناني، المعروف بابتسامته الهادئة وتواضعه، عبّر بعد إعلان فوزه عن امتنانه قائلاً: ” أقف اليوم بتواضع وامتنان ” .
عالم آثار وأستاذ جامعي، جمع بين الخبرة الأكاديمية والإدارة الميدانية، إذ تولى وزارة السياحة والآثار (2016–2022) وساهم في تحديث المتاحف والمواقع الأثرية وإعادة الاعتبار للتراث المصري.
يرى العناني أن الثقافة ليست ترفا بل قوة اقتصادية وإنسانية ، قائلا في تصريح سابق لصحيفة لوموند : ” بدأت حياتي كدليل سياحي، وأعرف كيف يمكن للدبلوماسية الثقافية أن تغيّر حياة الناس ” .
يتسلّم العناني قيادة اليونسكو في مرحلة حساسة، وسط تراجع الثقة الدولية وضغوط القوى الكبرى .
وعد بانتهاج سياسة الباب المفتوح والتعامل مع كل الدول ” بإنصاف ودون تسييس ” .
كما يواجه تحديا ماليا كبيرا مع انسحاب الولايات المتحدة المرتقب في 2026، ما سيحرم المنظمة من نحو 75 مليون دولار من ميزانيتها.
وأكد أنه سيعمل على تعبئة موارد جديدة من خلال شراكات مبتكرة وسندات ذات أثر اجتماعي.
فوز خالد العناني لا يمثل تتويجا لمسيرة شخصية فحسب، بل انتصارا ثقافيا لمصر ورسالة تؤكد أن الثقافة قوة للسلام والتنمية.
ومع بداية ولايته، يبدو أن اليونسكو تستعد لمرحلة جديدة عنوانها : ” الثقافة في خدمة الإنسان… والحوار طريق المستقبل ” .
هنيئا لمصر ولكل العرب بهذا التتويج الدولي.



