تونس 17°C

11 نوفمبر 2025

تونس 38°C

11 نوفمبر 2025

الصين تستعد للرد على التصعيد التجاري الأمريكي .

عواصم – عرب 21 :
تواجه العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة تصعيدًا جديدًا بعد أن أكّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على الواردات الصينية اعتبارًا من الأول من فبراير، في خطوة تزيد من حدة التوترات الاقتصادية بين البلدين .
في المقابل رغم انتظار بكين للإجراءات الرسمية، فإنها لا تتوقع تراجعًا عن هذه السياسة، خاصة بعد أن أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن ترامب سينفذ قراره فورا ، متجاهلا أي محاولات من الصين أو شركائه التجاريين الآخرين، كالمكسيك وكندا، لإيقافه.
تتابع الصين المشهد الدولي بترقب، خصوصًا بعد أن وجه ترامب تهديدات إلى حلفائه قبل خصومه، كإعلانه رغبته في الاستيلاء على غرينلاند من الدنمارك، وفرضه رسومًا عقابية على أشباه الموصلات القادمة من تايوان، مما يفاقم التوتر مع الجزيرة التي تعهدت بكين بضمها إلى أراضيها.
كما أن استهداف المكسيك وكندا بشكل أكبر ربما يوفر للصين متنفسا نسبيا، رغم أن العديد من الشركات الصينية اعتمدت على المصانع المكسيكية للوصول إلى السوق الأمريكية.
في الوقت ذاته، تبدو الصين في وضع اقتصادي معقد، إذ أن الرهان على الاستهلاك الداخلي لتعويض انخفاض الصادرات يبدو غير واقعي حاليا، نظرا لتباطؤ النمو الاقتصادي وأزمة سوق العقارات، مما يزيد من هشاشة الاقتصاد الصيني أمام الإجراءات الأمريكية.
في مواجهة هذه التطورات، تناقش بكين خيارات الرد المحتملة، وفي مقدمتها السماح لليوان بالتراجع أكثر لدعم الصادرات، وهي خطوة قد تفيد المصنعين لكنها ستزيد الضغوط على المستهلكين الصينيين الذين يعانون أصلًا من ضعف القدرة الشرائية. كما تدرس الصين اتخاذ تدابير انتقامية ضد المنتجات الأمريكية، مستلهمة من استراتيجيتها السابقة خلال الحرب التجارية لعام 2018 عندما استهدفت صادرات فول الصويا الأمريكية، مما دفعها إلى تعزيز علاقاتها التجارية مع البرازيل، التي باتت توفر الآن أكثر من نصف وارداتها من هذه السلعة. ومنذ افتتاح ميناء تشانكاي في بيرو في نوفمبر 2024، تعمل الصين على تعزيز وارداتها الزراعية من أمريكا اللاتينية، مما يزيد من ارتباطها بدول أقل عدائية تجاهها مقارنة بالولايات المتحدة.
لكن الهدف الأبرز الذي تتجه الأنظار إليه اليوم هو شركة “تسلا”، إذ تُطرح إمكانية اتخاذ إجراءات ضدها، نظرًا لاعتماد رئيسها التنفيذي إيلون ماسك على السوق الصينية، وارتباطه الوثيق بالرئيس الأمريكي.
ومع التطور السريع لشركات السيارات الكهربائية المحلية، قد ترى بكين في ذلك فرصة للحد من نفوذ “ تسلا ”، لكنها تدرك أيضًا أن استهداف ماسك قد يكون سلاحًا ذا حدين، إذ أنه أحد الأصوات القليلة في الدوائر الأمريكية المؤثرة التي لا تزال تميل إلى الحفاظ على علاقات إيجابية مع الصين .
ومع تصاعد حدة المواجهة، يبقى السؤال المطروح : هل ستختار الصين الرد الحاسم، أم أنها ستبحث عن مخرج يجنّبها مزيدًا من الخسائر في حرب تجارية يبدو أنها لن تخدم مصالح أي طرف؟.

اقرأ أيضاً

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قبل أن تذهب

اشترك في نشرتنا الإخبارية وكن على اطلاع دائم بالأحداث العالمية