تونس 27°C

12 سبتمبر 2025

تونس 38°C

12 سبتمبر 2025

ذاكرة النساء… جدار الصمود في وجه محو التاريخ .

  • نداء تونسي لحماية الإرث النضالي النسوي

تونس – عرب 21 : أ . حذامي محجوب ( رئيس التحرير ) .

في الثامن من أوت ، اكتظت قاعة في قلب العاصمة التونسية بأصوات نسوية قادمة من تونس والجزائر ومصر وفلسطين وسويسرا.
كانت المناسبة مرور 36 عاما على تأسيس الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، لكن ما بدا في الظاهر احتفائية ، تحوّل في الجوهر إلى صرخة عالية لحماية ذاكرة النساء، وصون إرث نضالهن من النسيان المتعمد أو التهميش الممنهج.
الندوة، التي حملت عنوان ” الممارسات الجيدة في حفظ الذاكرة والأرشيف النسوي ” ، فتحت النقاش حول تحديات توثيق الحركات النسوية وضرورة صياغة تاريخ مستقل من منظور النساء أنفسهن، بعيدا عن السرديات الرسمية وهيمنة الرؤية الذكورية.
أكدت المشاركات أن التاريخ غالبا ما أقصى أدوار النساء، ما يجعل حفظ قصصهن ونضالاتهن شرطا أساسيا لفهم مسار التحرر وبناء الديمقراطيات.
رجاء الدهماني، رئيسة الجمعية، شددت على أن تجاهل الإرث النسوي يهدد بضياعه، خاصة في ظل تضييق الفضاء المدني وتراجع الحراك المجتمعي.
اعتبرت أن حفظ هذه الذاكرة مسؤولية مشتركة بين الناشطات والمجتمع ككل، مشيرة إلى تجربة مركز ” صفية فرحات ” للتوثيق والبحث كمبادرة رائدة لدعم الدراسات النسوية. دعت كذلك إلى إنشاء شبكة إقليمية أو مرصد عربي- إفريقي لتوثيق الأرشيف النسوي، محذّرة : ” إذا لم تحفظ الذاكرة بأيدي النساء، فإنها ستُدفن في الصدور وتُمحى من الوعي العام ” .
من جهتها، رأت أحلام بوسروال، عضوة الهيئة المديرة للجمعية، أن ذكرى التأسيس ليست مجرد محطة للاحتفاء، بل فرصة لاسترجاع مسار طويل من النضال أسهم في تحقيق مكاسب تاريخية، مثل سنّ القانون 58 لمناهضة العنف ضد النساء، ورفع التحفظات عن اتفاقية سيداو.
أكدت ضرورة الانتقال من التاريخ الشفوي إلى التوثيق المكتوب والرقمي، لضمان استمرار الذاكرة النسوية وحمايتها من الضياع، معتبرة أن المجتمع المدني يظل قوة اقتراح وضغط، وأن أرشفة التجارب الماضية ضرورة لاستلهام الدروس ومواصلة المسيرة .
لم يكن الاحتفاء إذن مجرد وقفة زمنية في مسيرة جمعية نسوية، بل كان إعلانا بأن معركة الذاكرة لا تقل شأنا عن معركة الحقوق، وأن كتابة التاريخ بعيون النساء هي الضمانة الوحيدة لكي تبقى أسماؤهن ونضالاتهن ومكاسبهن جزءا أصيلا من الحكاية الوطنية والذاكرة الإنسانية.

اقرأ أيضاً

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قبل أن تذهب

اشترك في نشرتنا الإخبارية وكن على اطلاع دائم بالأحداث العالمية