بقلم : أ – حذامي محجوب ( رئيس التحرير ) .
في لحظة استثنائية من السينما العربية، أضاء شريط ” صوت هند رجب ” للمخرجة التونسية كوثر بن هنية سماء مهرجان البندقية السينمائي الدولي في دورته الثانية والثمانين لعام 2025 ، بعد أن نال جائزة الأسد الفضي ، الجائزة الكبرى للجنة التحكيم .
هذا التتويج المستحق ليس مجرد تكريم فني، بل رسالة إنسانية قوية، استحضرت صوت الطفلة الفلسطينية هند رجب وكل الضحايا الذين أزهقت حياتهم سياسات القهر والظلم، لتصبح الشاشة مرآة للذاكرة، وصرخة مقاومة تصل إلى قلب العالم.
المهرجان هذا العام كان منصة لتلاقي العوالم السينمائية الكبرى ، حيث خطف فيلم ” أب أم أخت أخ ” للمخرج الأميركي جيم جارموش الأسد الذهبي لأفضل فيلم ، بينما أبدع الإيطالي جيانفرانكو روسي في فيلمه ” تحت الغيوم ” ليحصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة.
ذهبت جائزة الأسد الفضي لأفضل مخرج إلى الأميركي بيني سافدي عن فيلمه ” آلة التحطيم ” ، في تأكيد على قوة السرد السينمائي العالمي.
في فضاء التمثيل، تلألأت النجمة الصينية شين جيلِي لتفوز بكأس فولبي لأفضل ممثلة عن دورها في فيلم ” تشرق الشمس علينا جميعا ” ، فيما أضاء الإيطالي توني سيرفيلو بأدائه في فيلم ” النعمة ” ليحصد جائزة أفضل ممثل .
أما جائزة أفضل سيناريو فقد ذهبت إلى الفرنسيين فاليري دونزيلي وجيل مارشان عن فيلم ” في العمل ” ، بينما خطفت الممثلة لونا ويدلر عن فيلم ” الصديق الصامت ” جائزة مارسيلو ماستروياني لأفضل موهبة جديدة، كإشراقة واعدة في سماء السينما.
بهذا الإنجاز المهم ، تؤكد التونسية كوثر بن هنية أن السينما ليست مجرد صور وحركات على الشاشة، بل لغة عالمية للتعبير عن الألم والأمل، عن الذكرى والعدالة، وعن الإنسانية التي تسعى دوما للانتصار على الظلام. ” صوت هند رجب ” لم يكن مجرد فيلم، بل كان رسالة تُردد أن لكل صرخة ضائعة مكان على الشاشة، ولكل ظلم حكاية تنتظر من يسمعها.
