على هامش احداث المزونة :هكذا تتم مكافاة رجال الاعمال !!.

القيروان – عرب 21 :
كم هو موجع أن يتحوّل فعل الخير إلى تهمة، وأن يُقابل العطاء بالإهانة، وأن يجد الإنسان نفسه ملاحقا فقط لأنه أحبّ اهله و بلدته و شعبه وأراد أن يردّ لهم بعضا من الجميل.
مواطن ، رجل اعمال ابن القيروان، احبه الجميع ، اسمه على كل الالسن ، حمل في قلبه هموم ابناء بلدته ، و قرّر أن لا يقف متفرجا على معاناة اطفالهم و كهولهم و نسائهم . لم ينتظر تمويلا ولا تصفيقا و لا حتى تكريما ، لم يركض وراء شهرة ولا مصالح، بل بادر، وساهم ، وأصلح، و اعطى و بنى ، من مدرسة الباطن التي فاقت تكاليف تهيئتها ربع مليار من مليماتنا الى تجهيز المستشفى المحلّي ، بل كان هو من تجند الاول في فترة جائحة ” كوفيد 19 ” ليساهم بماله الخاص و بمبالغ ضخمة في برامج التعقيم و الوقاية الخ …
لا يريد رجل الاعمال هذا ان نذكر اسمه و الح على ذلك .
لكن من المؤسف ان ياتي الجزاء قاسيا عليه ، والردّ يكون عقوبة لا يستحقها، وتشف لا يُفهم في مشاريعه و مؤسساته الى حدّ الافلاس .
أي رسالة نوجّهها اليوم للشباب، للمتطوّعين، للقلوب النقيّة التي ما زالت تؤمن بأن الخير ممكن؟ أن اصمتوا ؟ لا تحلموا؟ لا تمدّوا يدا للمحتاجين؟ .
أي بلد هذا الذي يُنكر فعل الخير و المحبة ويكافئ الإحسان بالخذلان؟ .
نحن لا نملك إلا أن نستنكر، ونرفض، ونقول بصوت عال : لا لاغتيال النوايا الخيرة الطيبة. لا لتشويه صورة كل من يسعى إلى التغيير بوسائله الخاصة.
لا لجهات تُحارب المبادرات الخيرية بدل أن تحتضنها.
سيظل الخير أقوى، وسيبقى التطوع شرفا لا وصمة. والتاريخ، في النهاية، لا يذكر إلا من خدم الناس، لا من ظلمهم.
أن مثل هذه السلوكيات، رغم قسوتها، تحمل في طياتها دروسا عميقة.
من يريد أن يحدث فرقا في مجتمعه، عليه أن يدرك أن الطريق لن يكون مفروشا بالورود . أحيانا، يكون أول من يُحارب هو من يحاول أن يصلح.
من المحزن أن يُنسى فضل من قدّم الخير، وهذا يُظهر حاجة مجتمعاتنا لإعادة إحياء قيمة الاعتراف بالجميل بدلا من التشكيك والتنكّر.
حين يُستهدف فاعل خير كمثال رجل الاعمال هذا ابن القيروان الذي طلب و الحّ الاّ نذكر اسمه و لكن نحتفظ به ، يجب أن يتحرّك المجتمع دفاعا عنه. السكوت في مثل هذه الحالات يُعطي الضوء الأخضر لمزيد من الظلم .
قالها احد الحكماء : ” خدمت الشجر فاثمر ، خدمت البشر فانكر “.