38°C تونس
April 19, 2025
طيران الإمارات : من فكرة جريئة إلى أيقونة عالمية.
اقتصاد

طيران الإمارات : من فكرة جريئة إلى أيقونة عالمية.

مارس 13, 2025

عواصم – عرب 21 :
في مارس 1985 اي منذ 40 عاما ،أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رؤية جريئة بإنشاء ناقلة وطنية جديدة لدولة الإمارات خلال ستة أشهر، رغم وجود طيران الخليج كمشغل رئيسي آنذاك.
خلال هذه الفترة القصيرة، ولدت طيران الإمارات بطموحات بلا حدود، مدفوعة برؤية قيادية استثنائية، وسرعان ما تحولت إلى أكبر ناقلة دولية في العالم، مساهمة في تغيير مشهد الطيران العالمي.
انطلقت الناقلة وسط مرحلة ازدهار دبي، التي أرادها الشيخ محمد بن راشد أن تكون مركزًا عالميًا للمال والتجارة والسياحة والخدمات.
وبعد اجتماعه مع موريش فلاناغان، رئيس دناتا آنذاك، بدأت الخطط التنفيذية، ليحظى المشروع بمباركة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في خطوة دعمت انطلاقة الناقلة بقوة. ومع عدم امتلاك أي طائرات في البداية، كان الخيار الأمثل هو الاستئجار، فتوجه فلاناغان للخطوط الجوية الباكستانية لاستئجار طائرتين من طراز بوينغ 737-800 وإيرباص 300 بي 4 لتغطية الرحلات الإقليمية.
وفي 25 أكتوبر 1985، انطلقت أولى رحلات طيران الإمارات إلى كراتشي، معلنة عن ميلاد شركة ستعيد رسم خارطة الطيران الدولي. تحت قيادة الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، بدأت الشركة خطة توسعية كبرى، فبعد التركيز على الهند وباكستان، توسعت الشبكة إلى أوروبا والشرق الأقصى، لتضم لاحقًا عمان وكولومبو والقاهرة وداكا في 1986، وصولًا إلى مطار هيثرو في لندن، الذي مثل تحديًا وطموحًا لأي ناقلة عالمية.
وفي 1987، دخلت أول طائرة مملوكة بالكامل للخدمة، تبعتها أخرى بعد أسابيع، ومع نهاية 1988، ارتفعت الوجهات إلى 13، منها دمشق. ومنذ 1992، عززت طيران الإمارات مكانتها بالابتكار، فأصبحت أول ناقلة تجهز جميع مقاعدها بشاشات فيديو شخصية، وأول من يوفر خدمة الفاكس على متن الطائرات، كما دشنت مبنى خاصًا لركابها في مطار دبي الدولي .
في سنة 2000، كانت أول من يلتزم بشراء طائرات إيرباص A380، وفي 2003 فجرت مفاجأة بمعرض باريس الجوي بإبرام أضخم صفقة في تاريخ الطيران المدني، بطلب 71 طائرة بقيمة 19 مليار دولار.
واكبت الشركة الطفرة الاقتصادية لدبي، فتحولت من مجرد ناقلة ركاب إلى عنصر اقتصادي حيوي، تسهم في خلق عشرات آلاف الوظائف، واستقطاب الملايين من الزوار، وتسهيل التجارة العالمية.
ووفق دراسة لشركة أكسفورد إيكونوميكس، يقدر إنفاق السياح القادمين عبر طيران الإمارات بـ 43 مليار درهم، ما يشكل 8.5% من الناتج المحلي لدبي، ويدعم 329 ألف وظيفة. وتكشف البيانات أن نصف هذه القيمة تقريبًا، أي 23 مليار درهم، جاءت من المسافرين الذين استخدموا طيران الإمارات.
وعلى مدى العقد الماضي، قدمت مجموعة طيران الإمارات أرباحًا بقيمة 16 مليار درهم لمؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية، ما ساهم في دعم الاقتصاد المحلي.
كما تجاوز تأثيرها تسهيل السفر والسياحة إلى توظيف الأيدي العاملة، وتنشيط الصناعات، وتعزيز مكانة العلامات التجارية للمطارات والوجهات التي تصل إليها.
وخلال السنة المالية الماضية، ارتفع عدد موظفي طيران الإمارات إلى 63,466 موظف بنمو 12.5%، بينما بلغ إجمالي موظفي المجموعة 112.4 ألف موظف.
كما بلغ إجمالي إنفاقها على كوادرها البشرية خلال العقد الماضي 121 مليار درهم، منها 16.3 مليار درهم في السنة المالية الأخيرة. وبعد مسيرة امتدت قرابة أربعة عقود، لم تعد طيران الإمارات مجرد ناقلة جوية، بل أصبحت رمزًا للنمو الاقتصادي والتفوق في قطاع الطيران العالمي.

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *