38°C تونس
March 28, 2025
بيل بازّي: السفير الأمريكي الجديد في تونس ورجل ترامب الموثوق .
متابعات

بيل بازّي: السفير الأمريكي الجديد في تونس ورجل ترامب الموثوق .

مارس 12, 2025

عواصم – عرب 21 :
من ميشيغان إلى تونس ، انها مسيرة حافلة بالسياسة والأمن .
يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعادة تشكيل السياسة الخارجية لواشنطن وفق رؤيته الخاصة، حيث اختار بيل بازّي، رئيس بلدية ديربورن هايتس بولاية ميشيغان، ليشغل منصب سفير الولايات المتحدة في تونس، خلفًا لجوي آر. هود.
بازّي، الذي يوصف بـ”السفير بالزي العسكري”، يُعتبر من أبرز الداعمين لترامب، ما يجعل تعيينه امتدادًا لاستراتيجية الرئيس في مكافأة حلفائه السياسيين.
يأتي تعيين بازّي في إطار توجه أوسع داخل إدارة ترامب نحو ترقية شخصيات عربية ومسلمة إلى مناصب دبلوماسية، مثل عامر غالب، رئيس بلدية هامترامك، الذي عُيّن سفيرًا في الكويت.
هذه السياسة أثارت انتقادات الديمقراطيين، الذين وصفوها بـ”الشعبوية اليمينية”، بينما يراها آخرون تكريسًا لنهج ترامب في استقطاب الناخبين العرب والمسلمين، خاصة بعد تراجع شعبية الحزب الديمقراطي بين هذه الفئة بسبب موقف إدارة بايدن من حرب غزة.

خلفية عسكرية واقتصادية :
ولد بيل بازّي في لبنان وهاجر مع عائلته إلى الولايات المتحدة في سن العاشرة، حيث نشأ في ديربورن، المدينة التي تحتضن أكبر جالية عربية في أمريكا.
بعد تخرجه في مدرسة فوردسون الثانوية، التحق بمشاة البحرية الأمريكية، حيث خدم بين عامي 1999 و2016، وشارك في الشرطة العسكرية والاستخبارات، ليصل إلى رتبة رقيب أول.
بعد مسيرته العسكرية الثرية ، انخرط بازّي في القطاع الصناعي، حيث عمل في شركتي ” بوينغ ” و ” فورد ” لمدة 22 عامًا، وهو ما أكسبه خبرة في مجالي الطيران وصناعة السيارات، وهما قطاعان استراتيجيان في الاقتصاد الأمريكي.
في عام 2021، دخل السياسة المحلية وأصبح أول رئيس بلدية عربي مسلم لديربورن هايتس، ما عزز مكانته بين الجالية العربية والمسلمة في ميشيغان.

ارتباط بتونس وعلاقات متشعبة:

يملك بازّي صلات وثيقة بتونس، حيث زارها عدة مرات والتقى بمسؤولين سياسيين واقتصاديين، بالإضافة إلى نشطاء وجمعيات مدنية. في منشور له على فيسبوك بتاريخ 12 مارس 2025، عبّر عن “ارتباطه الخاص” بتونس، مشيرًا إلى أنه زار برلمانها ومؤسساتها التعليمية والاقتصادية، وهو ما يعكس خبرته المسبقة بالشأن التونسي.
هذا التعيين يعكس أيضًا مدى اهتمام إدارة الرئيس ترامب بتونس في سياق التنافس الدولي على شمال إفريقيا، حيث تُعدّ البلاد محورًا استراتيجيًا في سياسات واشنطن تجاه المنطقة، خاصة مع تصاعد النفوذ الصيني في القارة.

سياسة الغنائم: تعيين سياسي بامتياز :
يأتي تعيين بازّي ضمن إطار نظام “Spoils System”، أو ما يُعرف بسياسة الغنائم، حيث يمنح الرؤساء الأمريكيون مناصب دبلوماسية لشخصيات سياسية داعمة لهم.
وبينما يشترط القانون الأمريكي أن يكون السفراء من ذوي الخبرة الدبلوماسية أو الإدارية، فإن نسبة كبيرة من التعيينات لا تزال تُمنح لمقربين سياسيًا من الإدارة الحاكمة.
رغم أن هذه التعيينات تتطلب موافقة الكونغرس، فإن ترامب استطاع في ولايته الأولى تمرير عدد كبير من السفراء السياسيين، وهو ما يتوقع أن يتكرر في فترته الثانية.

العلاقات التونسية-الأمريكية: نحو مرحلة جديدة؟
في ظل تصاعد التوتر بين تونس وواشنطن خلال السنوات الأخيرة، قد يكون تعيين بازّي مؤشراً على تغيّر في طبيعة العلاقة بين البلدين. ففي الفترة الأخيرة، دعا النائب الجمهوري جو ويلسون إلى قطع المساعدات الأمريكية عن تونس، متهمًا الرئيس قيس سعيّد بالتقارب مع إيران والصين و هو الامر الذي تنفيه مصادر عديدة اخرى .
ورغم أن واشنطن لم تتخذ بعد خطوات حاسمة تجاه تونس، فإن وجود شخصية مثل بازّي، ذات العلاقات الواسعة داخل المؤسسات التونسية، قد يشير إلى رغبة ترامب في إعادة ضبط العلاقة مع تونس وفق أجندته الخاصة، التي تشمل تعزيز النفوذ الأمريكي في شمال إفريقيا، ومراقبة التحركات السياسية والاقتصادية داخل البلاد عن كثب.
بين الضغوط السياسية في واشنطن، وحسابات السياسة الداخلية في تونس، يبقى السؤال : هل يكون بيل بازّي رجل ترامب في إعادة رسم من جديد ملامح العلاقات الأمريكية – التونسية؟ و ما ستكون عليه مستقبلا !.

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *