38°C تونس
March 27, 2025
الكويت تعيد الأمل لأطفال غزة : حملة شعبية لإعادة بناء مستشفى النصر.
متابعات

الكويت تعيد الأمل لأطفال غزة : حملة شعبية لإعادة بناء مستشفى النصر.

مارس 12, 2025

عواصم – عرب 21:

في مشهد يجسد التضامن الإنساني العابر للحدود، أطلقت الجمعية الكويتية للإغاثة حملة شعبية واسعة لإعادة بناء مستشفى النصر للأطفال في قطاع غزة، بعد أن دمره الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان الأخير في نوفمبر 2024. هذه المبادرة ليست مجرد مشروع طبي، بل هي رسالة إنسانية تعكس التزام الكويت التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل الظروف القاسية التي يعاني منها الأطفال في القطاع المحاصر.

إعادة الحياة إلى قلوب الأطفال:

عندما انهارت جدران مستشفى النصر تحت القصف، لم تكن مجرد مبنى طبي يتداعى، بل كانت آمال آلاف الأطفال تتبدد مع كل حجر يسقط. كان المستشفى يقدم الرعاية لأكثر من 95 ألف طفل سنويًا، وحين انطفأت أنواره، خيمت ظلمة المعاناة على أُسر بأكملها تبحث عن بصيص أمل لإنقاذ صغارها. اليوم، تعيد الكويت لهذا الأمل وهجه، من خلال بناء مستشفى حديث مجهز بأعلى المعايير الطبية، ليكون أكثر قدرة على الاستجابة للاحتياجات المتزايدة في غزة.

مشروع طبي يداوي الجراح ويواكب المستقبل:

كشف عمر الثويني، المشرف العام على الحملة، أن التبرعات تجاوزت 3 ملايين دولار حتى الآن، بينما تستهدف الحملة جمع 10 ملايين دولار لضمان تنفيذ المشروع بأفضل صورة ممكنة. المستشفى الجديد لن يكون مجرد نسخة مما كان، بل سيكون مركزًا متطورًا يمتد على مساحة 10 آلاف متر مربع، مضاعفًا قدرته الاستيعابية ليخدم أكثر من 165 ألف طفل سنويًا، إضافةً إلى 350 ألف شخص من مختلف الفئات الذين يحتاجون إلى الرعاية الصحية.

وسيضم المستشفى 228 سريرًا، مع نسبة إشغال متوقعة تبلغ 60% عند الافتتاح، وسيشمل أقسام الطوارئ، العيادات الخارجية، مركز غسيل الكلى، أقسام العمليات الجراحية، العناية المركزة، حضانات الأطفال، والخدمات المساندة، إلى جانب مساحات خارجية مصممة لراحة المرضى وذويهم.

حملة إنسانية بتنسيق رسمي ودعم مجتمعي:

رغم أن الحملة شعبية في جوهرها، إلا أنها تتم برعاية وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل الكويتية، وبتنسيق مع وزارة الصحة الفلسطينية وجمعية فلسطين الغد، وتحت إشراف وزارة الخارجية الكويتية، لضمان تنفيذ المشروع وفق أعلى المعايير وضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها في الوقت المناسب.

وأكد الثويني أن هذه المبادرة تأتي استجابةً للمسؤولية الإنسانية تجاه أطفال غزة، الذين يعانون من نقص حاد في الخدمات الصحية بسبب استمرار الحصار والعدوان الإسرائيلي، مضيفًا أن الكويت كانت ولا تزال نموذجًا في دعم القضايا الإنسانية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث تضاعفت مساعداتها خلال العدوان الأخير، إيمانًا منها بحق الشعب الفلسطيني في الحياة والكرامة.

تفاعل شعبي ورسالة تضامن لا تعرف الحدود:

الحملة لم تبقَ مجرد مبادرة خيرية، بل تحولت إلى حركة تضامن واسعة، حيث اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي، وشهدت دعمًا من مؤثرين ومشاهير عرب، ما ساهم في زيادة التبرعات وتوسيع دائرة المشاركين. كما تم توفير عدة وسائل دفع إلكترونية لتسهيل المساهمة، وتسريع وصول الدعم للمحتاجين، في سباق مع الزمن لإنقاذ حياة الأطفال.

الكويت.. تاريخ من العطاء لا ينضب:

ليست هذه المرة الأولى التي تبادر فيها الجمعية الكويتية للإغاثة إلى مد يد العون، فمنذ تأسيسها في 2008 وإشهارها رسميًا في 2012، وهي تسجل بصمات إنسانية مشرّفة، ممتدة من الشرق الأوسط إلى إفريقيا وآسيا، تواسي المنكوبين، وتداوي الجراح، وتعيد الأمل حيثما حلّت.

اليوم، تواصل الكويت رسالتها السامية، مؤكدة أن إعادة بناء مستشفى النصر ليس مجرد مشروع طبي، بل وعدٌ بالحياة لأطفال غزة، ورسالة تضامن تكتبها الإنسانية بمداد الأمل.
(متابعة حذامي محجوب ).

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *