38°C تونس
March 28, 2025
قطر تحذر: أي هجوم على النووي الإيراني سيهدد مصادر المياه في الخليج.
متابعات

قطر تحذر: أي هجوم على النووي الإيراني سيهدد مصادر المياه في الخليج.

مارس 11, 2025

الدوحة – وكالات:

حذّر رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، من أن أي هجوم يستهدف المنشآت النووية الإيرانية المقامة على سواحل الخليج قد يؤدي إلى كارثة بيئية تهدد مصادر المياه في المنطقة.

وفي مقابلة مع الإعلامي الأميركي اليميني تاكر كارلسون، المقرّب من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، كشف آل ثاني أن الدوحة أجرت محاكاة لتداعيات هجوم من هذا النوع، وأظهرت النتائج أن البحر سيصبح “ملوثًا بالكامل”، مما قد يؤدي إلى “نفاد المياه خلال ثلاثة أيام”. وأكد أن بناء الخزانات عزز الموارد المائية، لكنه شدد على أن الخطر لا يزال قائمًا “بالنسبة إلينا جميعًا” في المنطقة.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه التوترات بشأن الملف النووي الإيراني. فقد أعلن ترامب، في اليوم نفسه الذي بُثت فيه المقابلة، أنه دعا إيران إلى مفاوضات جديدة حول الاتفاق النووي، بينما شدد على أن “الخيار الآخر سيحل المشكلة”، في إشارة إلى احتمال اللجوء إلى الخيار العسكري.

من جانبه، أكد رئيس الوزراء القطري أن بلاده لا تنظر إلى القضية من زاوية عسكرية فحسب، بل هناك أيضًا “مخاوف أمنية وسلامة بيئية”. وأوضح أن الدوحة تعارض أي عمل عسكري ضد طهران، مشددًا على أن “قطر لن تستكين قبل التوصل إلى حل دبلوماسي بين الولايات المتحدة وإيران”. وأضاف أن طهران “مستعدة للانخراط” في الجهود الدبلوماسية، مؤكدا أن الإيرانيين “على استعداد للوصول إلى مستوى يشعر الجميع بالارتياح، والأهم هو أن تركيزهم منصب على إصلاح علاقتهم مع المنطقة”.

وفي سياق متصل، جدد المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، رفضه لأي مفاوضات تحت ما وصفه بـ”البلطجة الأميركية”، مشيرًا إلى أن الإدارة الأميركية تحاول فرض سيطرتها عبر الضغط الإعلامي والمفاوضات. وأكد أن أي اتفاق مستقبلي يجب ألا يمس بقدرات إيران الدفاعية أو مدى صواريخها، معتبرًا أن “مطالبة إيران بالالتزام بالاتفاق في حين لم تلتزم الدول الأوروبية بتعهداتها أمر غير مقبول”.

أما رئيس مجلس الشورى الإيراني، محمد باقر قاليباف، فقد وصف سلوك ترامب بأنه “محاولة لخداع إيران ونزع سلاحها”، مؤكدًا أن “المفاوضات تحت التهديد لن تؤدي سوى إلى إذلال الشعب الإيراني”، وأن “دعوة ترامب ليست سوى خدعة لن تنطلي على طهران”.

في المقابل، رد البيت الأبيض على رفض إيران للدعوة الأميركية للتفاوض، حيث أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، براين هيوز، أن الولايات المتحدة لا تستبعد أي خيار في التعامل مع طهران، قائلًا: “نأمل أن يضع النظام الإيراني شعبه ومصالحه فوق الإرهاب”.

يأتي هذا التصعيد في ظل تجاذبات سياسية حادة بشأن مستقبل الاتفاق النووي الإيراني، وسط مخاوف من أن يؤدي أي تحرك عسكري إلى تداعيات بيئية وإنسانية خطيرة على دول الخليج والمنطقة ككل.

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *