
في صعوبة فهم الغباء و استيعابه .
بقلم – ابوبكر الصغير .
يمكن احيانا للغباء أن يكون القوة الدافعة وراء الأحداث الكبرى، للأفضل أو للاسوا .
لا أحد منّا يفلت من الغباء حقا.
لكي ” نؤذي الغباء ” كما كتب نيتشه، يجب أن نبدأ بالاعتراف بأنه موجود في كل واحد منا… و بنسب متفاوتة و مختلفة .
ربما هذا هو السبب وراء صعوبة فهم الغباء و استيعابه .
لأنه في النهاية ما هو الاّ توجيه خاطئ بسيط عكس يقيننا الوقح .
الغباء مبتذل تماما ، لكنه مثير للقلق ، يثير في انفسنا التسلية أو الانزعاج بالتناوب، والضحك الأصفر الناتج عن سوء النية، وكبرياء شخص مقتنع بأننا لا نتحدث عنه، بل عن الآخرين .
ليس أدل على الغباء من التزمت، وصنع الوقار، وادعاء الهيبة.
لمحاولة فك رموز هذا الضعف البشري، و الإنساني للغاية، نحتاج إلى مساعدة جميع العلوم الإنسانية والاجتماعية.
اطلع كعادتي باهتمام على آخر ” ابداعات ” بعض سياسيي اللحظة ممن يبهرونا ببياناتهم و تصريحاتهم و مواقفهم .
لارفع صرخة السّؤال المتداول شعبيا : ” احنا فين سي عناء ” !!!.
لأننا محملون بقدر كبير من الغباء ، لا نرتاح إلا إذا كسرنا أجمل الأشياء فينا.
بين تونس و السياسة تاريخ مجد و انجاز و فخر ، من دستور قرطاج الذي تحدث عنه ارسطو في كتاب السياسة الى اول دستور في العالمين العربي و الاسلامي ” عهد الامان ” .
تونس ابن خلدون و خير الدين و الطاهر الحداد و بورقيبة … الى تونس هذه وجوه السياسة الجديدة !!! .
انً عبقرية الغباء تستنكر كلّ ما هو عقلاني .
تدعونا إلى تعليق أحكامنا و الصمت و ان لزم الامر الانسحاب .
عدم السماح لأنفسنا بالبقاء في فخ العقد والإبحار ضد تيار الفطرة السليمة.
دلائل الغباء السياسي ثلاثة : العناد ، والغرور ، والتشبث بالموقف .
بالتالي نحن امام معضلة وجودية حقا هل يتعين علينا الآن أن نضيف الغباء الخاص بأميي السياسة ، فاقدي التجربة ، من غير الخريجين من مدارس النضال الوطني ، و من نصبوا أنفسهم “خبراء” بيدهم الحلّ و الربط و يحركون المشاهد الإعلامية التي تمثل المناقشات حول الأسئلة الكبرى في هذه اللحظة الحاسمة من مسارات بلادنا .
إن الاستنتاج الوحيد ، الذي جاء في أعقاب حمى السخط السياسي التي أثارتها سلوكاتهم ، انّنا تجاه حاجة ماسة إلى تغيير العقليات أو تفكيك الأفكار المسبقة والأحكام المسبقة والقوالب النمطية و لم لا اختراع نماذج جديدة في الفعل السياسي الوطني .
لا شيء مدهش في هذه الحياة سوى الجهل و الغباء.