
الرياض تجمع ترامب وبوتين: هل ترسم السعودية ملامح دبلوماسية المستقبل؟.
بقلم – أ . حذامي محجوب ( رئيس التحرير ) .
في تأكيد جديد على مكانة المملكة العربية السعودية كقوة دولية ذات نفوذ، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن عقد قمته الأولى مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في الرياض، بحضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في خطوة تعكس الثقة العالمية بالدور السعودي في تحقيق التوازن والاستقرار.
اختيار المملكة لاستضافة هذا اللقاء الحاسم يأتي امتدادًا لنهجها الدبلوماسي الذي يجمع بين الحكمة والقدرة على التأثير، حيث أثبتت السعودية عبر السنوات أنها ليست مجرد طرف في المعادلات السياسية، بل صانعة قرار وشريكًا لا غنى عنه في الملفات الدولية الأكثر تعقيدًا.
لم يكن هذا الاختيار مفاجئًا، فالسعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده، رسّخت مكانتها كوسيط فاعل في حل النزاعات الدولية، مما جعلها محورًا أساسيًا للحوار بين القوى الكبرى. مشاركة الأمير محمد بن سلمان في هذا اللقاء تؤكد أن المملكة ليست مجرد ساحة للمفاوضات، بل طرف مؤثر في صياغة الحلول، بفضل سياساتها المتوازنة وشراكاتها الاستراتيجية مع مختلف الدول.
وقد أشار مراقبون إلى أن إعلان ترامب عن هذه القمة في السعودية هو اعتراف دولي متزايد بثقل المملكة السياسي والاقتصادي، إذ لطالما لعبت دورًا حاسمًا في تقريب وجهات النظر بين القوى العظمى، خاصة في ظل الأزمات التي تهدد الأمن والسلم الدوليين. الدور السعودي يتجاوز كونه دورًا دبلوماسيًا تقليديًا، فهو يعكس رؤية طموحة تجعل من المملكة مركزًا لصناعة القرار العالمي، حيث لم تعد الرياض مجرد عاصمة إقليمية، بل أصبحت ملتقى عالميًا لصياغة مستقبل العلاقات الدولية، ما يعزز مكانتها كدولة رائدة قادرة على التأثير في مجريات الأحداث العالمية.