
دار الأوبرا السلطانية مسقط تحتفي بسحر موسيقار الأجيال : محمد عبد الوهاب.
مسقط- عرب21 :
في أجواء يمتزج فيها الرقي بالفن الأصيل، تُقيم دار الأوبرا السلطانية مسقط احتفالية استثنائية تكريماً لإرث موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، أحد أعظم عباقرة الموسيقى العربية على مر العصور.
الفعاليات المتنوعة، التي أُعدت بعناية، تستحضر عبقرية الفنان الذي أضاء سماء الفن العربي بإبداعاته الخالدة.
معرض “الأجيال”: بوابة إلى عالم عبد الوهاب :
افتُتح معرض “الأجيال” في دار الأوبرا السلطانية بحضور أحفاد الموسيقار الراحل، حيث يأخذ الزوار في رحلة بصرية وسمعية تستعرض محطات حياة عبد الوهاب وإبداعاته التي شكلت حجر الزاوية للموسيقى العربية. المعرض يجمع بين سحر الماضي وتقنيات العرض الحديثة، ما يتيح تجربة استثنائية تُعيد اكتشاف إسهاماته الفنية، من بينها رائعة “عام الشباب” التي لحنها عام 1984.
كما يبرز المعرض تكريمه بوسام عُمان من الدرجة الأولى، الذي منحه له السلطان قابوس بن سعيد تقديراً لدوره الريادي في إثراء التراث الفني العربي.
مناقشات وحوارات تُغني الروح :
إضافةً إلى المعرض، تُعقد جلسات حوارية تُبحر في عمق إرث عبد الوهاب الفني.
في 12 فبراير، يتناول الدكتور ناصر الطائي والدكتور محمد الصمودي إرثه الموسيقي وأثره على الثقافة العربية، بينما يُتيح لقاء خاص في 14 فبراير فرصة فريدة لسماع ذكريات أحفاده عن مسيرة هذا العبقري الفذ. أما في 17 فبراير، تُستعرض في جلسة أخرى تفاصيل التعاون الملحمي بين عبد الوهاب وأم كلثوم، الذي شكل محطة فارقة في تاريخ الأغنية العربية.
حفلات موسيقية تأسر القلوب :
تبلغ الاحتفالات ذروتها بأمسيتين موسيقيتين مبهرتين تحملان عنوان “تحية إلى موسيقار الأجيال: محمد عبد الوهاب”. في الأمسية الأولى، التي تُقام في 15 فبراير، يشدو الفنانان علي الحجار ومحمد محسن بأجمل أغاني عبد الوهاب الرومانسية والوطنية. أما الأمسية الثانية، في 20 فبراير، فتجمع بين الفنانتين ريهام عبد الحكيم وجاهدة وهبة لتقديم أروع الأعمال التي أبدعها عبد الوهاب لكوكب الشرق أم كلثوم، وسط أجواء تعكس جمال وروعة الفن العربي الأصيل.
إبداع سينمائي وموسيقي ينبض بالحياة
لم يكتفِ برنامج الاحتفالات بالموسيقى فحسب، بل يحتفي أيضًا بموهبة عبد الوهاب السينمائية من خلال عرض فيلمه الشهير “رصاصة في القلب” في 18 فبراير، يليه نقاش معمّق مع نقاد سينمائيين وموسيقيين حول عبقريته الفنية التي ألهمت أجيالاً متعاقبة. وفي اليوم نفسه، تُقام أمسية من سلسلة “موسيقى الآلة: روح الشرق”، حيث يعزف نخبة من الموسيقيين مقطوعات تُعيد للأذهان أصالة الموسيقى الشرقية وسحرها الأبدي.
عبقرية لا تغيب شمسها :
تستمر فعاليات الاحتفاء بعبد الوهاب حتى 28 فبراير، لتكون بمثابة تكريم دائم لواحد من أعظم مبدعي الموسيقى العربية.
إن هذه الاحتفالية ليست مجرد استعادة لذكريات فنان رحل، بل هي شهادة حية على عبقرية ستظل متقدة في وجدان كل محب للفن الأصيل.