إيلون ماسك وصناعة القرار : هل بدأت هيمنة رجال الأعمال على السياسة ؟!.
عواصم – عرب 21 : أ . حذامي محجوب .
أثار الملياردير الأمريكي إيلون ماسك جدلًا واسعًا بعدما وصف رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بـ insufferable tool ” “الأحمق الذي لا يُطاق ” عبر منصته “X”.
جاء هذا التعليق ردًا على تصريحات ترودو خلال فعالية لدعم النساء في السياسة، حيث اعتبر أن خسارة كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية الأمريكية تمثل تراجعًا لحقوق المرأة . لكن تصريحات ماسك لم تكن مجرد انتقاد عابر، بل انعكاسًا لتوجهه الجديد في استخدام منصته للتعليق على القضايا السياسية العالمية، ما يثير تساؤلات حول حدود نفوذ رجال الأعمال وأثرهم على السياسة .
التصريحات تأتي في وقت حساس، حيث تصاعدت التوترات بين كندا والولايات المتحدة، إذ هدد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على الصادرات الكندية بنسبة 25%، واصفًا ترودو بسخرية ب “حاكم ولاية كندا الكبرى ” ، في إشارة إلى احتمال انضمام كندا كولاية أمريكية رقم 51. من جانبها، دافعت كريستيا فريلاند، نائبة رئيس الوزراء الكندي، عن ترودو، مشيرة إلى أنه دائمًا ما كان نصيرًا للمرأة وسيواصل الدفاع عن حقوقها.
لكنها أكدت في الوقت ذاته أن الأولوية هي حماية المصلحة الوطنية الكندية.
هذا الجدل يعيد فتح النقاش حول دور رجال الأعمال في السياسة.
فهل يمكن أن يتطور نفوذ ماسك من تأثير اقتصادي إلى هيمنة سياسية؟ .
منذ استحواذه على منصة “X”، أصبح ماسك لاعبًا مؤثرًا في تشكيل الرأي العام، مستخدمًا منصته لتوجيه النقاشات السياسية والاجتماعية.
إلا أن هذا يثير تساؤلات حول مخاطر التداخل بين السلطة الاقتصادية والسياسية. هل ينبغي فرض قيود على استخدام رجال الأعمال لمنصات التواصل الاجتماعي للتأثير في القرارات السياسية؟.
الواقع يؤكد أن عصر هيمنة رجال الأعمال على السياسة قد بدأ بالفعل، ولم يعد بالإمكان تجاهل تأثيرهم المتزايد. ومع استمرار هذه الظاهرة، يصبح من الضروري طرح نقاش عالمي حول كيفية التعامل مع هذا التحول، وتحديد قواعد جديدة لضمان توازن القوى بين الحكومات وأصحاب النفوذ الاقتصادي.
يبدو أن ماسك قد فتح الطريق لعصر جديد من التأثير الاقتصادي على الحكومات والديمقراطيات، مما يطرح تحديات جديدة أمام مستقبل السياسة العالمية و من يصنعها .