نحن .. و بورقيبة !.
بقلم أبوبكر الصغير
التاريخ ثمرة العظماء، فهو سلسلة من الأحداث الأكثر أو الأقل أهمية التي شكلت العالم الذي نعيش فيه اليوم.
التاريخ هو ثمرة الأشخاص ، الذين كان لهم في عصرهم أهمية في كثير من الأحيان.
لقد كانت تلك العشرية (1977ـ 1987) حبلى بالأحداث والتطورات، ومن موقعي ومسؤوليتي الصحفية وقتها على رأس هيئة تحرير أول صحيفة معارضة و هي ” الرأي ” ، كنّا نتلقى يوميا عشرات البيانات السرية والنشريات، تصلنا تقريبا كلّ الأخبار التي تهمّ الشأن السياسي…
كان مقرّ “الرأي” كذلك ملتقى لكل الفاعلين السياسيين والناشطين في المعارضة.. كان يتوافد عليه العشرات منهم… يجلسون داخل قاعات التحرير لتبادل الأخبار والآراء والأفكار…
كانت الصوت الوحيد المسموح به لنقد و معارضة سياسات حكومات المجاهد الاكبر .
استحضرت فترة ” الرأي ” بعد ان تابعت هذا الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي حول ارث الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة السياسي .
اختلفت الآراء .. تباينت المواقف حول بورقيبة .
هنالك من ارتهنه كأصل تجاري خدمة لغايات و اهداف حزبية .
و هناك من وضعه في موقع ” الشيطان الاكبر ” الذي مطلوب رجمه .
بورقيبة الملايين .. يحبونه .. يعشقونه ..
قلة قليلة تبغضه .. تكرهه .
مفتي الديار التونسية الاسبق قال إن الحبيب بورقيبة ” سبب الإرهاب الذي تعاني منه تونس حاليا.
وكتدليل على موقفه أشار إلى أن الإرهاب اقترن مع بورقيبة لأنه قام بنزع الحجاب وأرغم الناس على الإفطار في شهر رمضان، إضافة إلى إلغائه للتعليم الزيتوني وحرمان الشباب المتعطش للدين من الدراسات الإسلامية”. هكذا .
شاب سلفي ارهابي .. اقدم زمن الخراب على محاولة تفجير نفسه أمام قبر بورقيبة .
بورقيبة يُعد مصلحًا عظيما بالنظر إلى الإنجازات الكبرى التي ساهمت في تحديث تونس، لكنه لم يكن معصومًا من الأخطاء، خاصة في ما يتعلق بالحريات السياسية. دوره يظل جزءًا مهمًا من تاريخ تونس، ويختلف تقييمه بحسب الزاوية التي ينظر منها المرء .