38°C تونس
January 13, 2025
دروس الازمة السورية و انعكاساتها على تونس !!.
أراء وأفكار

دروس الازمة السورية و انعكاساتها على تونس !!.

ديسمبر 7, 2024

بقلم – ابوبكر الصغير

أحداث سوريا، التي بدأت كحراك شعبي في 2011 وتطورت إلى أزمة سياسية وإنسانية معقدة و حرب اهلية خلفت مئات الالاف من القتلى ، كان لها تأثيرات وانعكاسات متعددة على تونس، رغم أن السياقين الوطنيين مختلفان.
فمقارنة بين التحول الديمقراطي في تونس وتداعيات الصراع في سوريا أثارت نقاشًا حول أهمية الحوار الوطني لتجنب السيناريوهات الكارثية.
لا يختلف اثنان و لا يتناطح عنزان عن كون الأزمة السورية دفعت تونس إلى تطوير استراتيجيات جديدة لمكافحة التطرف ومنع استقطاب الشباب للجماعات المسلحة و رغم ذلك لا يجب ان يغيب عنا جملة من المخاطر ، من اهمها :
اولا : الحرب في سوريا ساهمت في استقطاب عدد كبير من التونسيين بالالاف للانضمام إلى التنظيمات الارهابية المسلحة هناك.
ثانيا : عودة عدد من هؤلاء إلى تونس أثارت مخاوف أمنية كبيرة، حيث أصبح خطر تواجدهم داخل البلاد ملموسًا.
ثالثا : بقاء الاف المسفرين من الشباب التونسي هناك بسوريا بلا شك ، هم اليوم ضمن مليشيات المعارضة التي تسعى لاسقاط نظام بشار الاسد .
رابعا : الأزمة السورية ادت الى انقسامات عميقة في المشهد السياسي التونسي بين من يؤيد النظام السوري ومن يدعم المعارضة. هذه الانقسامات انعكست على الخطاب السياسي وأدت إلى مزيد من التوترات بين الأحزاب و الاخطر تبادل الاتهامات بالخيانة و العمالة و اضعفت الى حد ما الجبهة الداخلية .
خامسا : انّ الأحداث اليوم في سوريا كانت تدعو الى ضرورة التحصين الأمني والسياسي والاجتماعي لتجنب الانزلاق في أزمات مشابهة، اضافة الى الحاجة المؤكدة لأهمية التعاون و التنسيق الإقليمي والدولي في مواجهة المخاطر المشتركة .
سادسا : احداث سوريا اليوم تذكرنا الى حدّ ما بسنوات الجمر التي عاشتها الجزائر في تسعينات القرن الماضي و جماعات الاسلام السياسي و انعكاسات ذلك على اوضاع تونس .
سابعا : بلا شك ان الأزمة السورية ستدفع بنقاشات واسعة بين التونسيين حول قضايا الديمقراطية، و الاستبداد، ودور القوى الدولية في النزاعات الداخلية ، لكن ما هو اهم ان يكون هنالك حوار بين التونسيين انفسهم حول افضل السبل لتحصين الجبهة الداخلية و الوعي بانّ التونسيين شعب واحد يحتضنهم وطن واحد و مهما تباينت الخلافات و احتدت الانقسامات و الصراعات السياسية لا يجب ان يغيب عنهم ان امن و استقرار البلاد هو الاهم و اولى كلّ الاولويات .
فنحن لم نولد من أجل أنفسنا بل من أجل اوطاننا .

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *