يريدون و يسعون لتغيير كلَ شيء الاّ تغيير انفسهم ! .
ابوبكر الصغير
الشيء الوحيد الذي يغنيك ، دون ان يكلفك هو عقلك .
صرخ الانسان ، صرخ شعب ، قامت ثورة .
ليس لوميض بعض القوى السياسية كحركة معارضة و متكا لديماغوجيا الرفض ، ان يخبو حتى وان ظلت هذه القوى حريصة على الانجاز الثوري و ما تبعه من مشروع ديمقراطي .
عندما استشاطت هذه القوى غضبا من انجاز عملية انقاذ وطني ، لجأت ابواقهم الى اختزال الامر ببعض التوصيفات ، يعلم من اطلقوها انها خاطئة باطلة و انّ ذاكرة شعب تختزن العشرات من الحجج التي تدحض موقفهم هذا .
خلقنا ربيعا بايدينا ، و احرقنا هذا الربيع نفسه بايدينا ايضا .
فُتح قوس مساء يوم 14 جانفي 2011 ، و اغلق ليلة 25 جويلية 2021 .
نحن مطالبون بوعي صادق بالاقرار بفشلنا و القبول بتعاسة حالنا .
اللاّفت حقا ، انّ المرجعيات الاسّ لهذه القوى لم تتطير لا كثيرا او حتى قليلا من هذه التحولات الكبرى التي يعيش على وقعها العالم منذ سنوات عديدة .
انطلق قطار تغيير العالم جامحًا منفلتا من عقال كلّ التوقعات مخلفا ارتباكا دراماتيكيا في عقول اصحاب القرار .
حتى من بيدهم مصير العالم و ان توفرت لديهم قدرة على الاستثمار في اتجاهات رياح هذه التحولات غير المسبوقة ( حروب ، و ابادات ، و نزاعات اثار من جديد ) لا يعني ذلك امكانية تحديد وجهاتها و بالتالي نتائجها .
نحن في مدارات شك من كلّ شيء و هي وضعية لن تزيد الامور الاّ تازيما .
نحن في لحظة مصيرية فارقة ، بما هو موصول بتشكل جغرا – سياسية جديدة ، و قبل ذلك افكار و حتى نظريات و طروحات جديدة اخرى تماما تختلف عمّا ساد و انخُرط فيه و طُبّق في عشريات مضت .
عندما يعتقد بعض الأفراد،أنهم يسعون إلى تحقيق أهداف معينة تتفق مع مصالحهم الواعية الثورية في لحظة ما ، فإنهم في الواقع يوجهون حركة التاريخ، ويتآمرون لتحقيق غاية تتجاوز أنفسهم، بما في ذلك أولئك الذين يعتقدون أنهم يعارضون مخططات و ارادات الشعوب .
في ظل تراكم حقائق التاريخ التجريبي، في ظل المسار السخيف في كثير من الأحيان للشؤون الإنسانية، هناك نهائية تعمل كقصدية ، بما يتّجه انَ كل شيء يحدث كما لو أن الطبيعة قد حققت أهدافها من خلال تاريخ البشر والمجتمعات البشرية دون أن يدركوا ذلك، بما في ذلك من خلال التواصل الاجتماعي غير القابل للانفصال الذي يميز علاقاتهم العدائية.
إن استخدام العنف مهما كان ماديا او نظريا هو اقتصاد التفكير والفكر السياسي الذي تتطلبه خطورة الوضع.
ليس هناك شيء ثوري في هذا، لأنه انتصار لليقينيات، أي المطلقات والأساطير، التي لا تصنع التاريخ بل محاكاة ساخرة له بحالة كاريكاتيرية جوفاء .
نحن نقمع كل ما يفلت من يقينيات الأيديولوجيا في عملية الخلق والتي نحاول فرضها على العقليات والقوى التي نقلل من تقدير تطلعاتها الحقيقية أو نسيء فهمها.
وللقيام بذلك، فإننا نضع هياكل سياسية لا تتسامح بطبيعتها مع أي عيوب، او أي شك اواحتجاج او رفض : هذه هي سمة الموقف ذي الأيديولوجية الخطية والأحادية.
أيديولوجية شاملة تستبعد أي شكل آخر من أشكال الفكر والعمل او الموقف .
انّهم ثوار سلطة و كراسي و بلاتوهات اذاعات و قنوات تلفزية و عشق للجاه و المال و رموز لشعبوية متخلفة …
كسبوا ثقة مواطنين بسطاء و قادوا الهتاف، وهم يضمرون أمرا آخر شعارهم البئيس لن نتقدم ولن ندعكم تتقدمون ، غاب عنهم ان الثوار الحقيقيين هم اولئك المنشغلون بخدمة قضيتهم، قضية شعبهم، يبذلون قصارى الجهد في توفير شروط افضل ظروف الحياة له .
انهم يريدون و يسعون لتغيير كلَ شيء الاّ تغيير انفسهم.