38°C تونس
December 8, 2024
الشركات الفرنسية تستعيد حضورها في ليبيا: عقود بملايين اليوروات وفرص واعدة لإعادة الإعمار .
اقتصاد

الشركات الفرنسية تستعيد حضورها في ليبيا: عقود بملايين اليوروات وفرص واعدة لإعادة الإعمار .

نوفمبر 30, 2024

بنغازي – عرب 21 – خاص :
في مشهد يعكس أهمية العلاقات الاقتصادية المتجددة، استقبلت مدينة بنغازي، ثاني أكبر مدن ليبيا ومهد الثورة الليبية ، نحو ثلاثين من رجال الأعمال الفرنسيين يومي 26 و27 نوفمبر خلال منتدى ليبيا-فرنسا للتنمية وإعادة الإعمار.
أظهر المسؤولون في المدينة، الواقعة تحت إدارة حكومة موازية منذ 2014، حفاوة استقبال لافتة تضمنت سيارات فاخرة وجنودًا مصطفين.
-عقود اقتصادية بملايين اليوروات
أسفر المنتدى عن توقيع عقود هامة بملايين اليوروات بين الشركات الفرنسية والجهات الليبية.
من أبرز هذه العقود، اتفاقيات وقعتها شركتا “ماتير”، المختصة في تصميم الجسور، و”Sidem” التابعة لمجموعة “فيوليا” والمتخصصة في تحلية المياه.
الشركة الأخيرة، التي تتمتع بحضور في ليبيا منذ أكثر من 50 عامًا، ستتولى تجديد مصانع في أربع مدن ليبية، بينها درنة التي تضررت بشكل كبير جراء العاصفة دانيال في سبتمبر 2023.
أما شركة “ماتير”، التي دخلت السوق الليبية في 2022 بدعم من “بيزنس فرانس”، فستباشر بناء جسرين جديدين، بينما تواصل العمل على جسور أخرى قيد الإنشاء.
ويتوقع رئيس الشركة، فيليب ماتير، أن تمثل السوق الليبية حوالي 10% من إيراداتها خلال عامي 2025 و2026.

إحياء الشراكة الفرنسية-الليبية
رغم المنافسة الدولية الشديدة، يرى المسؤولون الليبيون في الشركات الفرنسية شريكًا مهمًا في إعادة الإعمار.
وفي هذا السياق، صرّح بلقاسم حفتر، رئيس صندوق ليبيا للتنمية وإعادة الإعمار : “هذا المنتدى يمثل فرصة لانطلاقة جديدة للشركات الفرنسية في ليبيا. نحن نقدّر كفاءاتكم.” .
تراجعت فرنسا خلال العقد الماضي من المركز الثالث إلى الثامن في قائمة الشركاء التجاريين لليبيا، ومن المركز الخامس إلى السادس عشر كمزوّد، نتيجة الاضطرابات السياسية والأمنية . إلا أن الأمور بدأت تتحسن بعد إعادة فتح السفارة الفرنسية في طرابلس في اذار 2022، بعد إغلاقها منذ 2014.
وقد شهدت الصادرات الفرنسية إلى ليبيا زيادة بنسبة 15% في عام 2022، تبعتها قفزة أخرى بنسبة 36% في عام 2023، وفقًا للسفير الفرنسي مصطفى مهراج.
كما لعبت “بيزنس فرانس”، الجهة الحكومية المكلفة بتعزيز التبادل التجاري، دورًا محوريًا في تنظيم لقاءات وفعاليات لتعزيز التعاون، بما في ذلك منتديات ثنائية ولقاءات بين رجال الأعمال.

احتياجات ضخمة لإعادة الإعمار .
تواجه ليبيا تحديات هائلة في إعادة بناء بنيتها التحتية التي تضررت جراء النزاعات والإهمال. قدّر البنك الدولي تكلفة إعادة إعمار المناطق المتضررة من العاصفة دانيال وحدها بنحو 1.7 مليار يورو.
يقود جهود إعادة الإعمار صندوق ليبيا للتنمية، الذي أسسه نجل المشير خليفة حفتر، بلقاسم حفتر. ويهدف الصندوق إلى إعادة بناء البلاد، مع التركيز على المناطق التي طالها الإهمال منذ عام 2011.
ورغم التعاون الكبير مع الشركات الفرنسية، يواصل الصندوق استقطاب الشركات الإنجليزية والأمريكية والإيطالية، ما يعكس حجم الاحتياجات الهائل.
-التحديات والفرص أمام الشركات الفرنسية.
رغم المشهد السياسي المعقد والانقسامات الإدارية، يرى رجال الأعمال الفرنسيون أن ليبيا تمثل سوقًا واعدة. وتأتي هذه الفرصة في وقت تشهد فيه البلاد زيادة في إنتاجها النفطي، حيث وصلت إلى 1.3 مليون برميل يوميًا، وهو رقم قياسي جديد.
ومع ذلك، تظل التحديات قائمة، مثل الأزمات السياسية الأخيرة التي أثرت على عمل المؤسسات المالية، بما في ذلك استقالة محافظ البنك المركزي الليبي الصيف الماضي نتيجة خلافات بين الشرق والغرب.
ورغم هذه التحديات، يحث الخبراء الفرنسيون على الإسراع في العودة إلى السوق الليبية. وقال ألكسندر راتل من مجلس التجارة الخارجية الفرنسي : “إعادة الإعمار لحظة تاريخية لليبيا، ولا يجب أن نتأخر. على الشركات الفرنسية أن تعود الآن.”

ليبيا : فرصة تاريخية لتعزيز العلاقات الاقتصادية .

تظل ليبيا محطة جذب رئيسية للشركات الفرنسية ، خاصة في ظل الفرص الكبيرة لاعادة الاعمار والنمو الاقتصادي . ومع استمرار تعزيز التعاون ، يأمل الطرفان في بناء شراكة طويلة الأمد تسهم في اعادة بناء ليبيا وترسيخ مكانة فرنسا كشريك اقتصادي رئيسي.

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *