المغرب والصين: شراكة استراتيجية لمستقبل مشرق .
الرباط – عرب 21 :
تتمتع العلاقات المغربية الصينية بجذور تاريخية عميقة، حيث تأسست الروابط الدبلوماسية بين البلدين عام 1958.
على مدى عقود، ظلت هذه العلاقات نموذجًا للاستقرار والتعاون، خاصة في مجالات الاقتصاد والسياسة، مع سعي البلدين المشترك لتعزيز التنمية واحترام سيادة الدول، إلى جانب دعم الاستقرار السياسي في إفريقيا وباقي مناطق العالم.
زيارة تاريخية برسائل عميقة
جاءت الزيارة التاريخية للرئيس الصيني شي جين بينغ إلى المغرب لتؤكد عمق العلاقات الثنائية.
استُقبِل الرئيس الصيني من قِبل ولي العهد مولاي الحسن بتوجيهات من الملك محمد السادس، في خطوة تحمل رسائل دبلوماسية دقيقة.
هذه الزيارة تأتي في سياق اعتراف دول كبرى بمغربية الصحراء، ودعم مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع، مما يعزز انفتاح المغرب على العالم ودخوله بقوة إلى مجالات تنافسية مثل صناعة السيارات والطائرات وتطوير الموانئ الأطلسية لجذب الاستثمارات الاستراتيجية.
الصين والمغرب: شراكة اقتصادية واعدة
في عام 2022، أصبحت الصين ثالث أكبر شريك تجاري للمغرب وأكبر شريك آسيوي، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 7.6 مليارات دولار. كما بلغت الاستثمارات الصينية في المغرب 56 مليون دولار مع توقعات بزيادة كبيرة مستقبلاً. هذه الشراكة تستفيد من الموقع الاستراتيجي للمغرب، الذي يجعل منه بوابة مثالية للأسواق الإفريقية و الأوروبية، بالإضافة إلى ثرواته الطبيعية وموارده البشرية التي تدعم الصناعات الحديثة، مثل بطاريات السيارات الكهربائية.
عزز المغرب علاقته بالصين من خلال انضمامه في عام 2018 إلى مبادرة “الحزام والطريق”، التي تُعد أحد أكبر المشاريع التنموية العالمية، إضافة إلى توقيعه اتفاقيات تعاون لتعزيز البنية التحتية وجذب المزيد من الاستثمارات.
رؤية “رابح – رابح”
تُجسد السياسة الخارجية المغربية بقيادة الملك محمد السادس رؤية استراتيجية تحمل شعار “رابح – رابح”، وهي رؤية تسعى إلى تعزيز التعاون الدولي لتحقيق التنمية المشتركة، شرط احترام السيادة الوطنية ومغربية الصحراء.
هذه السياسة تُبرز انفتاح المغرب على شراكات مستدامة تُواجه التحديات العالمية، من تغير المناخ إلى تحقيق العدالة في توزيع الثروات.
فرصة واعدة للمغرب
اليوم، يقف المغرب على أعتاب مرحلة جديدة تُؤهله ليصبح لاعبًا رئيسيًا على الساحة الدولية. انفتاحه على العالم، وتوجهه نحو القارة الإفريقية، وعلاقاته الوثيقة مع القوى العالمية الكبرى، تجعله مرشحًا قويًا لدخول نادي الكبا