قمة تاريخية و اجماع عربي اسلامي على الدور السعودي .
الرياض – عرب 21 : المبعوث الخاص ابوبكر الصغير .
تاتي قمة الرياض التي دعت اليها المملكة العربية السعودية في توقيت لافت سواء على صعيد التحولات الدولية أو في النقطة التي بلغتها الحرب في غزة ولبنان .
حرب في غزة منذ أكثر من سنة و في لبنان منذ نحو شهرين .
في أواخر شهر أكتوبر، أعلنت وزارة الخارجية السعودية عن القمّة خلال الاجتماع الأوّل لتحالف دولي أنشئ بغرض الدفع قدما بحلّ الدولتين لإنهاء النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني.
عقدت القمة اساسا بهدف “بحث استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ولبنان وتطورات الأوضاع في المنطقة”، وفق ما صرح له بنا مصدر سعودي مسؤول ل” عرب 21 ” .
تأتي كذلك “امتدادا للقمة العربية – الإسلامية المشتركة التي عقدت في الرياض في 11 نوفمبر 2023” بمبادرة من الجامعة العربية (القاهرة) ومنظمة التعاون الإسلامي (جدّة).
تؤكد مرة اخرى المملكة العربية السعودية وقيادتها من خلال كلّ هذا الحراك الديبلوماسي انّها في صدارة الدول الداعمة و الناصرة لقضايا امتها و على راسها فلسطين ، كذلك مدى حجم الدعم الذي تقدمه للقضية الفلسطينية والشعوب العربية على كل المستويات، وهو ما ظهر جليًا في استضافتها قمتين خلال عام واحد .
موقف يشهد به كلّ قادة دول العالم ، من ذلك و في اتصال هاتفي مع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي، أشاد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بمبادرة السعودية للدعوة إلى قمة متابعة عربية – إسلامية مشتركة لبحث استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ولبنان، متمنيًا للمملكة العربية السعودية وقيادتها النجاح والتوفيق.
لقد نجحت السعودية في جمع شمل الأمة العربية والإسلامية على طاولة واحدة، وتوحيد كلمتهم وهدفهم في مواجهة العدوان الإسرائيلي على فلسطين ولبنان.
حملت كلمة ولي العهد الامير محمد بن سلمان التي ألقاها نيابة عن خادم الحرمين الشريفين رسائل واضحة ومتعددة تؤكد على رفض المملكة القاطع للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، والإمعان في انتهاك قدسية المسجد الأقصى المبارك، والانتقاص من الدور المحوري للسلطة الوطنية الفلسطينية على كل الأراضي الفلسطينية والتي من شأنها أن تقوّض الجهود الهادفة لحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وإحلال السلام في المنطقة.
لم تكن هذه المواقف و التوجهات السعودية من فراغ ، بقدر ما كانت فلسطين ولا تزال خيارًا استراتيجيًا للسلام الذي تراه السعودية، رغم ما مورس على المملكة من ضغوطات سياسية واقتصادية، ومساومة بالاتفاقيات والشراكات الاستراتيجية .
فهذا الخيار مبدأ سعودي واضح لا غبار عليه للسلام، الذي تستحقه المنطقة، ولن يحدث إلاّ بحل شامل عادل دائم، يضمن للفلسطينيين دولة بحدود 1967، كاملة الحرية، وعاصمتها القدس .
لهذا شكلت قمّة الرياض لحظة تاريخية مهمة جدا بعد ان تجاوزت مخرجات البيان الختامي المشترك في فصوله ال 36 و كلماته ومفرداته المنتقاة بعناية ( لإرضاء كافة الأطراف )، كلّ المواقف العربية و الاسلامية السابقة ليرتقي في النهاية موقفا للتاريخ يُحسب الفضل فيه للمملكة العربية السعودية و قيادتها الوفية الصادقة في الدفاع عن قضايا امتها .