“عودة ترامب “: هل هو عصر جديد لعمالقة التكنولوجيا الأمريكية ؟
بقلم حذامي محجوب
مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تتطلع شركات التكنولوجيا الكبرى في الولايات المتحدة إلى فرص جديدة لتعزيز نموها واستثماراتها. فقد أعلن جيف بيزوس، مؤسس أمازون، عن دعمه لترامب، مجسدًا تحولًا في مواقف قادة وادي السيليكون، بما في ذلك سوندار بيتشاي من جوجل، وتيم كوك من آبل، وساتيا ناديلا من مايكروسوفت، وسام ألتمان من أوبنAI. هؤلاء القادة يتطلعون للتعاون مع الإدارة الجديدة لدعم الابتكار وتعزيز الريادة الأمريكية في التكنولوجيا.
ترامب أعلن عن التزامه بدعم الذكاء الاصطناعي لمواجهة المنافسة مع الصين، مشيرًا إلى خطط لزيادة إنتاج الطاقة اللازمة لدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يهم شركات كبرى مثل أمازون التي تعتمد على الطاقة لتشغيل مراكز البيانات الضخمة. إضافةً إلى ذلك، يتجه ترامب لتخفيف القيود التي فرضتها إدارة بايدن على الذكاء الاصطناعي، ما يفتح المجال أمام شركات كبرى كجوجل، مايكروسوفت، وأمازون للاستثمار بشكل أوسع.
في مجال مكافحة الاحتكار، يُتوقع تهدئة الحملة ضد الشركات التكنولوجية الكبرى رغم التحقيقات السابقة حول استغلال النفوذ. مستشار ترامب الحالي، إيلون ماسك، يتوقع إقالة لينا خان، رئيسة لجنة التجارة الفيدرالية النشطة، ما قد يوفر تخفيفًا للضغوط التنظيمية على شركات مثل جوجل وآبل.
وفي سياق آخر، قد يجد ترامب نفسه حليفًا للشركات الأمريكية في مواجهتها مع الاتحاد الأوروبي، حيث أبدى استعداده لدعم شركات مثل آبل وجوجل وميتا وأمازون وأوبنAI في خلافاتها مع بروكسل بشأن القوانين الرقمية الصارمة.
ومع أن العلاقات بين ترامب وقطاع التكنولوجيا شابها التوتر سابقًا بسبب اعتمادها على العمال الاجانب وتشجيعها للهجرة بتوظيفهم ،فإن عودة ترامب تشير إلى مرحلة جديدة من التعاون والحذر المدروس مع الإدارة الجديدة، حيث تتجه شركات التكنولوجيا الكبرى لتوظيف نفوذها بذكاء لتأمين مصالحها تحت الظروف السياسية المتغيرة.