“دار الأوبرا السلطانية – مسقط”: احتفال بالعيد الوطني 54” المجيد.
-مسقط – عرب21:
تعدّ دار الأوبرا السلطانية مسقط رمزاً فريداً في الخليج العربي ومنارة للفنون الرفيعة في منطقة الجزيرة العربية. افتتحت هذه الدار الفريدة في عام 2011 بمبادرة من السلطان الراحل قابوس بن سعيد، الذي كان يُعرف بحبه العميق للموسيقى والفنون الجميلة. صُمّم مبنى الدار بأسلوب يمزج بين عراقة القصور العمانية القديمة وحداثة التصاميم المعمارية، مما يخلق أجواءً ساحرة تُضفي على عروضها المميزة طابعاً خاصاً. تتسع قاعة العروض الرئيسية بالدار لـ 1100 مقعد، وتستقطب العديد من الفنانين والعروض العالمية.
في بداية تأسيسها، أشرف السلطان قابوس – المغفور له- بنفسه على برمجة العروض وتوجيه محتواها، مؤكداً بذلك حرصه على إعلاء مستوى الأداء الفني في السلطنة. وقد اشتهر السلطان الراحل بتمكّنه من العزف على آلتي العود و”الأورغ”، فضلاً عن دعمه لتأسيس أوركسترا شبابية عُمانية في ثمانينيات القرن الماضي، ما أسهم في غرس حب الموسيقى في قلوب الشباب العماني.
ومنذ تولي السلطان هيثم بن طارق الحكم في عام 2020، تجددت مسيرة العناية بالثقافة والفنون في السلطنة، حيث أبدى جلالة السلطان اهتماماً مستمراً بالتراث الثقافي والفني للبلاد، مما يظهر بوضوح من خلال دعمه للمؤسسات الثقافية مثل دار الأوبرا السلطانية وتشجيعه لمختلف الأنشطة الفنية التي تحتفي بالهوية العمانية وتبرز عمقها . وقد حرص السلطان هيثم بن طارق على تعيين نجله ذي يزن في 18 أغسطس 2020 وزيرًا للثقافة والرياضة والشباب، قبل تعيينه ولياً للعهد في 11 يناير 2021 ،لإيمانه بأهمية ضرورة دمج وزارة الثقافة ووزارة الشؤون الرياضية ووزارة شؤون الفنون واللجنة الوطنية للشباب. وقد عُرف صاحب السمو ذي يزن بن هيثم آل سعيد بدعمه واهتمامه بالشباب وحرصه على تنمية الرياضة، وتأكيده على أهمية الثقافة والفنون في تهذيب الذوق ونبذ العنف وتقريب الشعوب.
وفي إطار هذا التوجه السلمي والانفتاح الثقافي، استضافت دار الأوبرا السلطانية بين 7 و9 نوفمبر 2024 الحفل الموسيقي “الموسيقى العسكرية … من عمان والعالم” ضمن احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الـ 54. أُقيم الحفل على مدار ثلاثة أيام في الساحة الخارجية للدار، برعاية صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم بن طارق، وزير الثقافة والرياضة والشباب. شاركت في الحفل فرق موسيقية عسكرية من السلطنة، بما فيها فرق موسيقى الحرس السلطاني والجيش السلطاني وسلاح الجو والبحرية وشرطة عمان السلطانية، إضافة إلى فرق موسيقى الخيالة والهجانة الكشفية.
كما شهد الحفل مشاركة دولية بارزة من فرقة القوات المسلحة الأردنية وفرقة الحرس العسكري النمساوية، اللتين أضافتا أجواءً رائعة وشاركتا في احتفالات الشعب العماني بعيده الوطني الـ 54.
هنيئاً للشعب العماني بعيده الوطني وبسلطانه الحكيم هيثم بن طارق، العاشق للثقافة والإبداع، الذي يجعل من الفنون جسراً للحب والسلام بين الشعوب.
(متابعة حذامي محجوب)