الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني !. على مرأى ومسمع العالم بأسره .
بقلم د. محمد الناصر بن عرب .
نشاهد اليوم إبادة أهل غزة ولا يتحرك ساكن لأي دولة عربية إسلامية كم قالت إنها تساند حقوق الشعب الفلسطيني!.
ما زالت قوات الاحتلال الصهيوني تشن الحرب على الشعب الفلسطيني من كل ناحية منذ أكثر من سنة كاملة. ووقع التصريح العلني أن الصهاينة يعتبرون الفلسطينيين حيوانات بشرية وبشر دون البشر!!!.
تخيل أنك جالس في أمان في منزلك ثم فجأة بدون سابق إنذار تجد نفسك مضطرا للفرار خوفا من الموت، يطاردك جيش الاحتلال جوا وأرضا من كل مكان.
فهذه وضعية إخواننا في غزة، يفقدون أبناءهم وآباءهم وأمهاتهم وأحباءهم ومنازلهم…. والذين يبقون لا يحصلون على ما يكفي من الماء والغذاء والوقود وهذا ما يعانيه أكثر من مليوني فلسطيني في غزة اليوم.
فلا يمكن فهم ما يجري في فلسطين المحتلة دون فهم الحركة الصهيونية:
حين تقصف طائرات العدو الصهيوني الأحياء والقرى والمدن الفلسطينية ويموت الأطفال والرجال والنساء شبابا، نساء ورجالا، أغلب العرب والمسلمين يجهلون تاريخ الاحتلال الصهيوني لفلسطين. فبعد البحث جيدا في سبب المجازر التي يقترفها الكيان الصهيوني لفرض احتلاله أرض فلسطين وتهجيره شعبها، إليكم ما حصل ويحصل ضد إخواننا الفلسطينيين منذ 1947.
منذ القرون الوسطى يسعى اليهود لتأسيس دولة يهودية نظرا لمعاداة اليهودية البشعة التي كانت موجودة ومنتشرة في أوروبا وروسيا وأمريكا، حتى قرر الكاتب والإعلامي النمساوي المجري تايدور هرتزل ( 1904-1860) تأسيس الحركة الصهيونية في مؤتمر بال بسويسرا سنة 1897 اعتمادا على الكتاب الذي ألفه سنة 1896 تحت عنوان “الدولة اليهودية” لوضع أسس دولة يهودية.
وفي هذا الصدد، يؤكد هرتزل في هذا المؤتمر أن هدف الحركة الصهيونية “هو بناء وتوطيد دولة تعتمد على القومية، المبدأ الأساسي للصهيونية، وأطلق على هذه الحركة اسم الصهيونية نسبة “لتل صهيون في القدس بفلسطين حيث أقيمت قلعة داود في العصور القديمة”…كما يزعمون..
ولم يقتصر هرتزل على ذكر فلسطين لإيواء الدولة اليهودية بل اقترح أيضا أوغندا الافريقية أو الأرجانتين وبما أن اليهود فضلوا فلسطين، أسس هرتزل صندوق الاستيطان اليهودي لشراء الأراضي في فلسطين التي كانت تنتمي للدولة العثمانية. والسبب في رغبة يهود أوروبا لتأسيس دولة خاصة هو معاداة السامية المفرطة من طرف المسيحيين الذين يتهمونهم بصلب السيد المسيح عليه السلام واضطهاد تلاميذه في القرون المسيحية الأولى. فالمسيحيون يعتبرون إن اليهود ارتكبوا وإلى الأبد خطيئة القتل الديني اليهودي أو القتل الإلهي، فأدت تهمة القتل الديني اليهودي إلى الكراهية والاحتقار والميز العنصري ضد اليهود من طرف المسيحيين حيث فُرٍضَ على اليهود العيش في أحياء خاصة بهم وقد عثرنا على مدينة من أقدم المدن التي وقع فصل اليهود عن باقي المدينة في حي خاص بهم مثل مدينة بازاينة التابعة لإقليم أُكْسيتاني جنوب فرنسا وذلك في القرن الثالث والرابع عشر م. أما نجاح اليهود في التجارة بأوروبا فقد أثار الحقد والغيرة عند المسيحيين، إذ أن بعض اليهود أصبحوا أغنياء بفضل امتيازهم في الأعمال المصرفية وإقراض الأموال، فوقع طردهم من حي إلى آخر ومن مدينة إلى أخرى في عدة دول أوروبية بما في ذلك ألمانيا وفرنسا والبرتغال وإسبانيا خلال القرنين الرابع والخامس عشر لأن المسيحية لا تسمح بإقراض الأموال..
وبما أن المسيحيين يعتبرون أن السيد المسيح كان يهوديا قبل دعوته للنصرانية، كان من المفروض حسب المسيحيين أن يتبع اليهود دعوة سيدنا عيسى للمسيحية و ان يتخلوا عن الدين اليهودي، لكنهم بقوا يهودا ورفضوا الانتماء إلى الدين النصراني الجديد مما عزز معاداة السامية.
وعطفا على اليهود أو وسيلة للتخلص من وجودهم بأوروبا، حدثت أول محاولة لإقامة مملكة إسرائيل بين سنة 1525 و1532 م. بتحالف ملك البرتغال يُحنا الثالث والبابا كليمنت السابع والامبراطور الروماني المقدس شارل الخامس لمهاجمة الدولة العثمانية في فلسطين لتأسيس مملكة تأوي اليهود. لكن هذه المحاولة فشلت وبقي المشروع قائما لم يتم التخلي عنه.
وبقدر ما اشتدت واستمرت معاداة السامية وتفاقم كره اليهود في أوروبا، تيقن اليهود أن الحل الوحيد لا يتحقق إلا بتأسيس دولة يهودية… على حساب شعب آخر…
في الحرب العالمية الأولى، لما وجدت بريطانيا العظمى نفسها محاصرة من قبل الإمبراطورية الألمانية عام 1916، كانت على وشك التوقيع على الهدنة التي اقترحها القيصر الألماني عليها.
فتقدم وفد صهيوني إلى مجلس الوزراء الحربي البريطاني لعرض صفقة على الإنجليز تتمثل في وعد الصهاينة بإدخال الولايات المتحدة إلى الحرب إلى جانبهم مقابل قيام البريطانيين بطرد العثمانيين من فلسطين وتقديمها لليهود. وقد حصل هذا الوعد لما انضمت الولايات الأمريكية المتحدة لبريطانيا ضد ألمانيا والدولة العثمانية.
ونظرا للعلاقات الاقتصادية والصناعية الممتازة التي كانت تربط ألمانيا بالدولة العثمانية، لم تجد الدولة العثمانية بُدًّا من أن تتحالف مع ألمانيا في الحرب العالمية الأولى. فلما انهزمت ألمانيا، انهزمت الدولة العثمانية أيضا. وبما أن بريطانيا لم تقبل تحالف الدولة العثمانية مع ألمانيا فكل الأحداث تؤكد أن بريطانيا أرادت أن تنتقم من الدولة العثمانية شر الانتقام بانتهاك والسيطرة على كل الإيالات العثمانية السابقة. فكان مشروع إنشاء دولة يهودية صهيونية في فلسطين أمرا مهما جدا لبريطانيا نظرا لما ستحدثه هذه الأوضاع ضد الدولة العثمانية ولو كان ذلك على حساب الشعب الفلسطيني.
وفي نهاية الحرب العالمية الأولى تم وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني عام 1922 بهدف تنفيذ وعد بلفور (1917) لصالح إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي.
وفي 2 نوفمبر 1917 وجه وزير خارجية المملكة المتحدة البريطانية آرثر بلفور إلى اللورد ليونيل دي روتشيلد اليهودي البريطاني رسالة وذلك لنقلها إلى الاتحاد الصهيوني، يعلمه فيها أن الحكومة البريطانية تتعهد لقيام وطن قومي يهودي بفلسطين.
أما في عام 1916 وقعت اتفاقية سايكس بيكو، معاهدة سرية بين الديبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس بمصادقة من الإمبراطورية الروسية وإيطاليا على اقتسام منطقة الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا والسيطرة على ما تبقى من الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى.
وهكذا قررت بريطانيا وفرنسا تقاسم البلدان العربية التي كانت تابعة للدولة العثمانية فخصصت الاتفاقية لبريطانيا ما هو اليوم فلسطين والأردن وجنوب العراق ومنطقة إضافية تشمل موانئ حيفا وعكا للسماح للوصول إلى المتوسط.
أما فرنسا فكان حظها جنوب شرق تركيا وشمال العراق وسورية ولبنان وكان حظ روسيا أرمينيا الغربية بالإضافة إلى القسطنطينية والمضايق التركية. وكان حظ إيطاليا الأناضول. وفي شأن المنطقة المنتدبة فإنها ستكون تحت ” إدارة دولية”.
وقد وعدت بريطانيا العرب بتأسيس وطن قومي عربي في منطقة سورية الكبرى مقابل دعمهم لبريطانيا ضد الدولة العثمانية. لكنها ألغت وعودها للعرب بعد سيطرتها على ما تبقى من الجيش العثماني…
في 1920 أدت معاهدة “سافر” بفرنسا إلى تفكيك الدولة العثمانية التي هُزِمت في نهاية الحرب العالمية الأولى وإلى التخلي عن جميع الأراضي العثمانية التي يقطنها غير الناطقين باللغة التركية فقَسَّمَتْ بلدان الشرق الأوسط حيث أخضعت فلسطين للانتداب البريطاني ولبنان وسوريا للانتداب الفرنسي.
بعد هزيمة ألمانيا والدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى وضعت بريطانيا تخطيطا محكما لتفكيك الدولة العثمانية وانتهاك حقوق الشعوب العربية والإسلامية التي كانت تابعة لها والدليل على ذلك دعمها المفرط لتأسيس وطن قومي لليهود بفلسطين وإلغاء وعدها للعرب بتأسيس وطن قومي في منطقة سوريا الكبرى .
وكان هذا الدليل القاطع على معاداتها للإسلام الذي كانت تمثله الدولة العثمانية في دول الشرق الأوسط .
استمرت موجات الهجرة اليهودية في ظل الحكم البريطاني بفلسطين خاصة من روسيا وبولندا وألمانيا وقام المستوطنون اليهود بتنظيم هياكل الدولة. فأسسوا جيشا يهوديا وإذاعة وطنية وجامعة عبرية ونظاما صحيا وزعموا أن اليهود لهم الحق في إنشاء وطن قومي يهودي صهيوني بفلسطين التي يعتبرونها الأرض المقدسة لليهود اعتمادا على رواية الكتاب المقدس العبري.
كما أنهم يعتبرون أن إسرائيل الكبرى تمتد من النيل إلى الفرات حسب ما ورد في التوراة كما يقولون .
ولما اقترح الصهاينة تدخلهم لجلب الولايات المتحدة على دعم الانجليز ضد الألمان كان اضطهاد اليهود ما زال شديدا بألمانيا وازداد حدة عندما تولى هتلر السلطة. كان هتلر لا يحب اليهود فهناك من يقول إن السبب يعود إلى أن والدته توفيت بسبب خطأ طبي من قبل طبيب يهودي وهناك سبب آخر يقول إن اليهود قبل تولي هتلر مقاليد الحكم قاموا بالسيطرة على الإعلام والفن ونشر الفن الرديء والمسارح التي تروج الشذوذ والانحراف مما أدى إلى كراهية الألمان لليهود.
فلا يمكن لليهود إلا القيام بمهن هامشية أو حتى غير مشروعة (التجارة أو المساعدة من شبكة التضامن التي توحد المجتمعات) ثم سمسرة الرهن والربا والبيع المؤقت. وهذه الأنشطة كلها تدينها الكنيسة في وقت واحد ويحتقرها المجتمع الألماني.
وفي العهد النازي بألمانيا وصلت معاداة السامية إلى ذروة غير مسبوقة عندما تم إنشاء معسكرات الإبادة لإجراء عمليات اضطهاد وقتل جماعي يضم اليهود بالدرجة الأولى. وللتخلص من اليهود نهائيا، برزت خطة مدغشقر اقتراحا من السلطة النازية بنقل وتهجير أربعة ملايين من السكان اليهود في أوروبا إلى جزيرة مدغشقر التابعة لفرنسا بجنوب إفريقيا ودعا الاقتراح إلى تسليم السيطرة على مدغشقر من فرنسا إلى ألمانيا كجزء من شروط الاستسلام الفرنسية. لكن هذه الخطة لم يتم تنفيذها أبدا.
ولما انهزمت ألمانيا ووقع اكتشاف محارق اليهود “اهتز الضمير المسيحي في المجتمع الأوروبي” (الذي كان يعلم في الحقيقة ما يجري في ألمانيا في شأن اليهود) وتعبيرا عن الندم على الخطيئة، كان من الضروري دعم مشروع إنشاء دولة قومية لليهود المستوحاة من تايودورهرتزل. لكن اليهود لم ينتظروا هزيمة ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية لأنهم بدأوا بالفعل في الهجرة إلى فلسطين منذ سقوط الدولة العثمانية ومنح بريطانيا الانتداب على الأراضي التابعة للدولة العثمانية بعد تفكيكها.
واستمرت موجات الهجرة في ظل الحكم البريطاني بفلسطين خاصة من روسيا وبولندا وألمانيا وقام المستوطنون اليهود بتنظيم هياكل الكيان الصهيوني بعد هزيمة المانيا واكتشاف المحارق اليهودية. وعطفا على اليهود، سلمت بريطانيا أرض فلسطين إلى اليهود الوافدين من أوروبا وتم تأسيس الكيان الصهيوني عام 1948 رغم أن أغلبية السكان كانت عربية!.
في عام 1880 كان عدد اليهود بفلسطين حوالي 24000 على 428000 نسمة من سكان فلسطين. وبين 1880 و1890 قَدِمَ إلى فلسطين حوالي 30 000 يهودي تحت إشراف حركة “هبة صهيون”. وفي بداية القرن العشرين تحصل الصندوق القومي اليهودي في بال (سويسرا) على جمع الأموال لشراء الأراضي الفلسطينية دون علم الفلسطينيين من مشروع تأسيس الكيان الصهيوني على أرضهم. فأدت عملية شراء الأراضي التدريجية إلى اندلاع التوترات الأولى مع الفلسطينيين العرب.
أما في عام 1914 كانت فلسطين تعد حوالي 000 90 يهودي على 000 800 نسمة من سكان فلسطين.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، توجه اليهود إلى فلسطين التي مازالت تحت الانتداب البريطاني. لكن الأوضاع تدهورت عندما تكاثرت الانتفاضات العربية ضد قدوم اليهود للاستيطان في فلسطين.
فقررت بريطانيا تحديد هجرة اليهود إلى فلسطين. وللانتقام من بريطانيا قامت منظمة الإرغون الإرهابية الصهيونية بما يزيد عن 60 عملية إرهابية ضد الفلسطينيين العرب أبرزها مذبحة قرية دير ياسين التي وقعت في 9 أفريل 1948 والتي قُتِلَ فيها 360 فلسطيني نساء ورجالا، أطفالا وكهولا وشيوخا. وفي هذه المجزرة روى مراسل صحفي معاصر للمذبحة “إنه شيء تأنف الوحوش نفسها ارتكابه لقد أتوا بفتاة واغتصبوها بحضور أهلها ثم انتهوا منها وبدأوا تعذيبها فقطعوا نهديها ثم القوا بها في النار” وقد استفاد الجانب الصهيوني من انتشار وتهويل أخبار المجزرة لإثارة حالة رعب في القرى العربية الأخرى ودفع سكانها للهروب. وغالبا ما نُسِفَتْ القرى وسُوِّيَتْ بيوتها بالأرض لإفساح المجال لإقامة المستوطنات اليهودية وأُفْرِغَتْ المدن من سكانها الفلسطينيين وحل المهاجرون اليهود في منازلهم.
كما أن الإرغون شنت مهاجمات على الاحتلال البريطاني حيث قامت بتفجير نزل الملك داود بالقدس الذي اتخذته الحكومة البريطانية مقرا لها فأسفر ذلك على مقتل 91 شخصا .
أصيب الفلسطينيون بعد أخبار دير ياسين بهلع ورعب قوي فأخذوا يفرون مذعورين. ومن أصل 800 ألف فلسطيني كانوا يعيشون على أرض فلسطين لم يبق سوى 165 ألف… وحل اليهود محل الفلسطينيين وسكنوا ديارهم وحرثوا أرضهم. بعد مجزرة دير ياسين تلتها العديد من المجازر البشعة أبرزها مذبحة قرية أبو شوشة 14/5/1948 ومذبحة الطنطورة 22/8/1948 ومذبحة قبية 14/10/1953 ومذبحة قلقيلية 10/10/1956 ومذبحة كفر قاسم 29/10/1956 ومذبحة خان يونس 3/11/1956 ومذبحة المسجد الأقصى 8/10/1990 ومذبحة المسجد الإبراهيمي 25/2/1994 ومجزرة قانا الأولى 8/4/1996ومجزرة قانا الثانية 30/7/2006…. ويتراوح عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا في هذه المجازر وغيرها على الأقل ما بين 100 و4000 شهيد في كل مجزرة.
أما عدد القتلى الشهداء بعد الحرب التي شنها الكيان الصهيوني على غزة منذ 7 أكتوبر 2023 والتي تستمر إلى يوم الناس هذا فقد وصل إلى أكثر من 50 ألف شهيد. وهذا دليل قاطع إن الكيان الصهيوني يسعى لترحيل ما تبقى من الفلسطينيين لتهويد ما تبقى من فلسطين.
فمنذ البداية، لم يكن الكيان الصهيوني راض بتقسيم فلسطين من طرف الأمم المتحدة إلى دولة يهودية ودولة عربية لأنه يعتبر أن فلسطين أرضا لميعاد اليهود التي حكمها ملك اليهود سيدنا دواد من سنة 1004 ق.م إلى سنة 963 ق.م وابنه سيدنا سليمان من سنة 963 ق.م إلى سنة 923 ق.م.
وبما أن داود هو صاحب فكرة بناء هيكل ثابت للرب في القدس، يعتبر اليهود أن فلسطين كانت وبقيت موطنا لليهود. ومنذ 1948 يزعم الكيان الصهيوني أنه يبحث على بقايا الهيكل الثاني الذي خربه الرومان لإعادة بناء الهيكل الثالث في ذلك المكان الذي شيد فيه الملك سليمان الهيكل الثاني كبيت عبادة ثابتة. غير أن التنقيب المتواصل للبحث عن هذا الهيكل في هذا المكان، أسفل المسجد الأقصى لم يحقق العثور على أسوار ضخمة قياسا بالجزء الموجود منها مثل حائط البراق الذي يسمونه اليهود حائط المبكى رغم التنقيب التكنولوجي والتصوير والبصمة الحرارية وصدى الصوت… إنما البحث عن بقايا هذا الهيكل أسفل المسجد الأقصى يستهدف في الحقيقة إسقاط وهدم المسجد الأقصى.
وبناء على كل هذه الفرضيات الدينية التي تعود إلى سنة 104 ق.م حسب الكتاب العبري المقدس، يعتبر آل صهيون أنهم أصحاب الحق في احتلال فلسطين بعد طردهم من الدول الأوروبية، فلسطين الوطن الذي يقطنه الشعب الفلسطيني المنحدر من الكنعانيين، القبائل العربية التي هاجرت من الجزيرة العربية واستقرت في فلسطين في الألف الثانية قبل الميلاد.
بعد تأسيس الكيان الصهيوني في حق فلسطين العربية الذي صادقت عليه الأمم المتحدة، لم يُنَفِّذْ هذا الكيان أي قرار أُمَمِيٍّ ضد تهجير وقمع وقتل الفلسطينيين وإقامة المستوطنات واحتلال الأراضي العربية واستمرار العمليات الإرهابية التي تقوم بها المنظمات الصهيونية. فقررت بريطانيا في شهر فيفري 1947 التخلي عن انتدابها على فلسطين وسلمت الأمر إلى الأمم المتحدة التي أصدرت قرارا بتقسيم فلسطين لدولتين يهودية وعربية والذي أدى إلى حرب بين الكيان الصهيوني والفلسطينيين الذين ساندتهم القوات المصرية والأردنية والسورية والمغاربية وقوات التدخل السريع من العراق، وتمت بالسيطرة على القوات الصهيونية في البداية. وبعد قتال دار عشرة أشهر بين الطرفين سيطر الكيان الصهيوني على المنطقة التي اقترحتها الأمم المتحدة للدولة اليهودية وعلى ما يقرب عن 60 % من المساحة المقترحة للدولة العربية.
وقد أدى هذا الصراع إلى إقامة المستوطنات اليهودية التي أفرغت المدن الفلسطينية الكبيرة من سكانها العرب وحل المهاجرون اليهود الذين قدموا من أوروبا في منازلهم، وإلى حملة تطهير عرقي كبرى للفلسطينيين كما تم طردهم من قراهم ومدنهم، وصل عددهم إلى حوالي 700 ألف لاجئ عربي فلسطيني.
وعندما ساد الخلاف بين أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة في شأن ما يجري في فلسطين من إرهاب وقتل وتهجير من طرف العصابات الصهيونية ، أصدر مجلس الأمن قرارا في 29 ماي 1947 بصيغة طلب الهدنة بين الطرفين لمدة أربعة أسابيع، كما عَيَّن الكونت بارندوت السويدي وسيطا لهذه المهمة التي تحثُّ الأطراف على الالتزام بذلك. فوافق جميع الأطراف على الهدنة وبذلك نجح بارندوت في الخطوة الأولى من مهمته المستحيلة وبقي الأمر في ترتيب السلام لمستقبل فلسطين.
و في بضعة أشهر، تمكن بارندوت من إيجاد خطة للسلام ووَقَّع على التقرير الذي قَدَّمَه إلى مجلس الأمن يؤكد فيه ضم صحراء النقب إلى الجانب العربي بينما يجب أن يكون الجليل الغربي جزءًا من الدولة اليهودية. لكن الاقتراح الأكثر إثارة للجدل كان وضع مدينة القدس جزءًا من الأراضي العربية مع حكم ذاتي للسكان اليهود. فرفض كلا الجانبين الاقتراح رفضا قاطعا. أما في شأن اللاجئين الفلسطينيين يقترح بارنادوت في خطته للسلام السماح لهم بالعودة إلى ديارهم.
مما أثار غضب المنظمات الصهيونية وتم اغتيال الكونت برنادوت بالقدس في 7 سبتمبر 1948 في شارع تحت السيطرة الصهيونية حيث نفذت الهجوم عصابة شيترن الصهيونية المتطرفة والتي أصبح زعيمها إسحاق شامير فيما بعد رئيسا لوزراء الكيان الصهيوني.
لم تتوقف المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال والاستيطان الصهيوني منذ بداية المؤامرة على تهويد وتَصَهْيُنِ فلسطين. وقد تضامنت كل الدول العربية مع المقاومة الفلسطينية. وفي كل صراع، تكبدت المقاومة الفلسطينية والدول العربية المساندة للقضية الفلسطينية خسائر فادحة. ففي حرب أكتوبر 1967 احتل الكيان الصهيوني الضفة الغربية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية ومرتفعات الجولان بسورية علاوة على عشرات آلاف القتلى والجرحى والأسرى.
إن معظم الصهاينة لا يؤمنون بوجود الخير لأنهم يؤمنون أن الخير وَعَدَهُمْ بفلسطين التي تقتضي القضاء على الشعب الفلسطيني بقتلهم وتهجيرهم خارج فلسطين. ومنذ تأسيس الكيان الصهيوني ما انفك الصهاينة في تطبيع الأحزاب والميليشيات والدول العربية لتشتيت وتهجير وقتل الفلسطينيين.
ومن أبرز وأبشع مجزرة نفذها جيش الاحتلال الصهيوني بمساعدة جيش لبنان الجنوبي والقوات اللبنانية (الجناح العسكري لحزب الكتائب) مجزرة مخيم صبرا وشتيلا في الضاحية الجنوبية لبيروت التي استمرت بين 16 و18 سبتمبر سنة 1982.
كانت مهمة الجيش الصهيوني محاصرة المخيم وإنارته ليلا ومنع هروب أي شخص. أما القوات اللبنانية المتكونة من ثلاث فرق كل منها يتكون من 50 مسلح قامت بالدخول إلى المخيم لتنفيذ المجزرة للانتقام من الفلسطينيين الذين اتهموهم باغتيال الرئيس البشير جميل، وحجة وجود 1500 مسلح فلسطيني داخل المخيم. يروي مقاتل من حزب الكتائب أن القوات اللبنانية رسموا على الأرض دائرة على أنها حفرة وطلبوا من سكان المخيم أن يصطفوا حولها محاصرين بستة أو سبعة مقاتلين. فكان المقاتلون حول الحفرة يطلقون النار على أحد المصطفين ويطلبون من الشخص الواقف بجواره انتشاله ورميه في الحفرة. وهكذا تم قتل المدنيين أغلبه بالأسلحة البيضاء سكاكين وخناجر وفؤوس وسيوف قتلا بلا هوادة ولا رحمة، أطفال في سن الثالثة والرابعة وُجِدوا غرقى في دمائهم، حوامل بُقِرتْ بطونهن ونساء اغتُصِبن قبل قتلهن، رجال وشيوخ ذبحوا وقتلوا. واستمرت المذبحة 48 ساعة. وبما أن المخيم كان محاصرا بالقوات الصهيونية، لم يُسمح للصحفيين ولا لوكالات الأنباء بالدخول إلا بعد انتهاء المجزرة. وحين استفاق العالم على مذبحة من أبشع مذابح البشرية قُتِل أثناءها حوالي 4000 شهيد من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل. وبعد تحرير الجنوب اللبناني سنة 2000 هرب أغلب عناصر الجناح العسكري لحزب الكتائب التابع للقوات اللبنانية الذين نفذوا المجزرة للجوء في الكيان الصهيوني.
وبالنسبة للكيان الصهيوني، تعتبر كل هذه الحروب والمجازر الوسيلة الوحيدة للحصول على الأمن التام لليهود، رغم أنه يدرك أن السلام الطوعي مع الفلسطينيين لا يتحقق أبدا، لا في القريب ولا في البعيد، إذ أن الأمم الأصليون لا يقبلون أبدا الخضوع للاحتلال والاستعمار. وإذا تخيل الصهاينة أن القضية الفلسطينية ستختفي ببساطة من الوجود وأن الفلسطينيين سيغادرون فلسطين تلقائيا بمجرد أن يُحبسوا في سجون مفتوحة في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية ويستمر قمعهم والإساءة في معاملتهم بكل وحشية لجعل أعزة أهلهم أذلَّة حتى أن العديد من الصهاينة بما في ذلك وزرائهم يعتبرون الفلسطينيين حيوانات بشرية وبشر دون البشر. إلا أنهم فوجئوا بأنهم شنوا في السابع من أكتوبر 2023 هجوما مضادا من طرف حركة المقاومة الإسلامية حماس وغيرها من المنظمات الإسلامية.
لم يفهم الكيان الصهيوني أنه قام بمغامرة احتلال فلسطين ولم يعلم أن مقاومة الاستعمار عند الأمم واجب لا ريب فيه.
فمن واجب كل فلسطيني أن يقاوم العمليات الارهابية الصهيونية التي دمرت المدن والقرى وقتلت ما قتلت من سكان فلسطين وطردتهم من بيوتهم وحل الصهاينة في ديارهم، وقام اليهود الذين طُرِدوا من أوروبا وأمريكا مقام الفلسطينيين وكل هذا مستمر منذ أن أخضعت فلسطين للانتداب البريطاني.
فليس للمحتل الدفاع عن نفسه إنما هو حق لأصحاب الأرض ولشعب فلسطين. فمن حق كل شخص أن يدافع عن أرضه وعرضه ومن حقه أيضا أن يُخْرِجَ المحتل من أرضه بكل السبل وهذا ما يفعله الفلسطينيون في كل أرض فلسطين بما فيها قطاع غزة. وما وقع في السابع من أكتوبر 2023 ليس إلا استمرارا للمقاومة الفلسطينية منذ 1947 وليست عملية إرهابية كما يروجه الكيان الصهيوني بمصادقة الدول الأوروبية والأمريكية وبعض الدول العربية المتطبعة.
وقد أثارت هجمة المقاومة الفلسطينية غضب جيش الاحتلال الصهيوني لأنه كان يعتبر أنه قضى على المقاومة الفلسطينية بكل الحروب البشعة الاجرامية التي ارتكبها. ولم يكن يتوقع أن الجيش الذي يتباهى أنه لا يقهر يتصدى إلى عملية هجوم منسق ومفاجيء شنته حركة حماس على الأراضي المحتلة أطلقت أثناءها ما لا يقل عن 3000 صاروخ من قطاع غزة رَدًّا على “الانتهاكات الصهيونية في باحات المسجد الأقصى واعتداء المستوطنين الصهاينة على المواطنين الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية والداخل المحتل”.
بدأت عملية طوفان الأقصى بتوجيه آلاف الصواريخ صوب مختلف المستوطنات الصهيونية من ديمونا في الجنوب إلى هود هشارون في الشمال والقدس في الشرق وتزامن هذا الهجوم مع اقتحام بري من المقاومين عبر الدراجات النارية والطائرات الشراعية والسيارات رباعية الدفع للبلدات الموجودة بغلاف غزة وسيطروا على عدد من المواقع العسكرية خاصة في سديروت وخاضوا اشتباكات عنيفة وأسروا عددا من الجنود والمدنيين واقتادوهم لغزة علاوة على اغتناغتنام عدد كبير من الآليات العسكرية الصهيونية.
وفي التاسع من أكتوبر 2023 أعلن الجيش الصهيوني استعادة السيطرة على كل البلدان التي استولت عليها طوفان الأقصى وتم الحصار شاملا على غزة بما في ذلك حظر الغذاء والوقود. واستمر انتقام الكيان الصهيوني بقصف الطائرات والمدفعية وتدمير العمارات السكنية والبنية التحتية والمدارس والمستشفيات تاركا آلاف الشهداء تحت أنقاض المباني. أشلاء لا تحصى ولا تعد من النازحين أكثرها أطفال ونساء تتطاير وتُطْحَنُ تحت أنقاض العمارات في كل مكان من قطاع غزة. جريمة صهيونية واضحة جلية المعالم للإبادة فضلا عن قصف المستشفيات وإعدام مئات من المرضى والجرحى المحتمين بالمستشفيات منذ عدة أشهر.
فحملات الجيش الصهيوني الوحشية ما هي إلا استمرار بما قامت به العصابات الصهيونية الارهابية في بداية الأربعينيات من القرن الماضي. تمارس القتل والذعر لإجبار أهل قطاع غزة للهروب والهجرة. عصابات صهيونية إرهابية تحت راية جيش الاحتلال الصهيوني، تواصل أعمالها الإجرامية واغتيال قادة المقاومة الفلسطينية واللبنانية كما فعلت أربع عصابات رئيسية في الأربعينيات نُذَكِّرُ أسمائها: الهاغاناة والإرغون وشتيرن وليحي غايتها استهداف السكان العرب الفلسطينيين بعمليات الاغتيال وتفجير المنازل والأسواق والسفن والفنادق لترويع ودفع الفلسطينيين إلى الانتقال إلى الهجرة خارج فلسطين.
وهذا ما حدث بالضبط منذ الثامن من شهر أكتوبر 2023.
اغتالت عصابات جيش الاحتلال الصهيوني إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس، محمد الضيف قائد كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، مروان عيسى نائب القائد العسكري لحركة حماس، صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس. يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس .
بالنسبة لحزب الله اغتالت حسن نصر الله الأمين العام للحزب ، علي كركي أحد كبار قادة حزب الله، هاشم صفي الدين خليفة نصرالله المتوقع، نبيل قاووق مسؤول أمني كبير في حزب الله، ابراهيم قبيسي القائد بمنظومة الصواريخ التابعة لحزب الله، ابراهيم عقيل قائد عمليات حزب الله العضو بأرفع هيئة عسكرية للجماعة، أحمد وهبي القائد الكبير المشرف على العمليات العسكرية في قوة النخبة لحزب الله، فؤاد شكر القائد العسكري الكبير بالجماعة، محمد ناصر قائد وحدة مسؤول عن إطلاق النار، طالب عبد الله القائد الميداني الكبير في حزب الله.
وخَلَّفَ القصف الجوي والمدفعي دمارا سَوَّى ما كان على وجه الأرض من منازل وعمارات وأسواق ومصانع ومدارس ومستشفيات قاتلا وجارحا آلاف الأطفال والنساء والرجال محطما البنية التحتية بما فيها الطرق وموارد المياه والصرف الصحي والشبكات الكهربائية والاتصالات مجبرا الفلسطينيين على الهروب والنزوح من قرية إلى أخرى ومن مدينة إلى أخرى أملا أن يلجئوا إلى بلد أخر في النهاية لكن بدون جدوى.
بحيث استخدم الكيان الصهيوني الإبادة الجماعية بالجوع والعطش. ووفقا للهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ارتكب جيش الاحتلال خلال عام 2024 حوالي 5000 مجزرة بحق المدنيين واستخدم الأطفال الفلسطينيين وعائلاتهم بانتظام دروعا بشرية أثناء المعارك بحسب وثائق الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال. وقتل جيش الاحتلال نحو200 موظف، العاملين في المنظمات الدولية والإنسانية وما لا يقل عن 170 صحفيا. ووقع تخريب معظم المؤسسات الإعلامية لمنع تغطية الانتهاكات وجرائم الحرب الصهيونية.
هذا ما حصل ويستمر ارتكابه من طرف الكيان الصهيوني ضد شعب فلسطين ولبنان. وما يجري الآن على مرأى ومسمع العالم أجمع وقع بفلسطين منذ 75 سنة وتم اخفاؤه أو عدم إعلامه بمساندة الدول الأوروبية والأمريكية.
وإذا قامت الأمم المتحدة بإعلانه كعلامه بمساندة الدول الأوروبية والأمريكية.
وإذا قامت الأمم المتحدة بإعلان كل جرائم الكيان الصهيوني وفرض العقوبات عليه، فأغلب الأحيان لا يقع المصادقة عليها من طرف مجموعة الأعضاء التي تتمتع بحق النقض في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة دون إبداء أسباب، وبالتأكيد لقد ساعد حق النقض الولايات المتحدة الأمريكية على تقديم أفضل دعم للكيان الصهيوني، ذلك بإفشال صدور كل قرار من مجلس الأمن يُلْزِمُ الكيان الصهيوني بضرورة وقف احتلال الأراضي الفلسطينية وضد أعمال العنف المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني أو اللبناني.
بعد عرض كل ما جرى لاحتلال فلسطين من طرف يهود أوروبا وأمريكا نستغرب كيف أمة يهودية وقع انتهاكها واحتقارها والحقد عليها وطردها وإبادتها في الدول الأوروبية والأمريكية، تُؤسِّسُ كيانا على أراضي فلسطين وتفعل على الشعب الفلسطيني ما فعله عليها الأوروبيون؟ كيان يهودي صهيوني حربي فرض هروب شعب فلسطين من دياره بالحديد والنار ليحل محله ويستخدم نفس وسائل التهجير التي استعملها المسيحيون ضده قبل الأربعينيات منذ القرون الوسطى!!!.
وهل أن اليهود الذين ناضلوا لتأسيس الكيان الصهيوني حققوا الأمان والطمأنينة المرتقبة للشعب اليهودي الذي عانى من الاضطهاد في الدول الأوروبية رغم الحروب البشعة التي شنها وما يزال يمارسها على الشعب الفلسطيني؟
هل أن دعم البلدان الأوروبية والأمريكية على تأسيس الكيان الصهيوني بعيدا عنهم في مخيم كبير على الأراضي الفلسطينية تعبيرا عن التخلص من اليهود الذين يكرهونهم والذين تعرضوا إلى الحقد والميز العنصري لعدة قرون؟.
أم أن الكيان الصهيوني ما هو إلا قاعدة عسكرية لحماية مصالح الدول الأوروبية والأمريكية من تحدي القوات الروسية والصينية والهندية والإيرانية ولمنع أي تطور وتقدم في البلدان العربية بالحروب التي يثيرها الكيان الصهيوني منذ 1947 لتبقى تحت السيطرة العلمية والصناعية للبلدان الأوروبية والأمريكية؟.
نحن تؤمن بدين الإسلام الذي يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ويفيد الحث على معاونة المؤمن لأخيه المؤمن ونصرته وذلك أمر لا بد منه، والمؤمن للمؤمن كالبناء المرصوص يشد بعضه بعضا. فأين تضامن الأمة العربية الإسلامية للشعب الفلسطيني واللبناني ضد جيش الاحتلال الصهيوني الذي يرتكب أبشع الجرائم منذ 1947؟ وفي صمت أنظمة الأمة العربية الإسلامية التي تخضع أكثرها إلى الدول الأوروبية والأمريكية، فأبسط الأشياء لشعوبنا هو خروجنا إلى الشارع يوميا في مظاهرات للتنديد والاستنكار الحاد ضد الحرب البشعة التي يخوضها الكيان الصهيوني .
…
…