زوم على الأمريكيين : تزايد السخط الشعبي وآمال في إصلاحات سياسية.
ا. حذامي محجوب
قبل يوم واحد من حدث الانتخابات الأمريكية، يسود شعور بالغضب والإرهاق بين المواطنين الامريكيين تجاه الأوضاع السياسية. اذ يكشف استطلاع حديث نشرته صحيفة ” نيويورك تايمز ” أن 4% فقط من الأمريكيين يرون أن النظام السياسي الامريكي يعمل بشكل ممتاز أو جيد جداً، بينما تراجعت ثقتهم في الحكومة الفيدرالية إلى أدنى مستوياتها خلال 70 عاماً.
و مع تصاعد الاستياء الشعبي من هيمنة الأجنحة المتطرفة داخل الأحزاب، يسعى الأمريكيون إلى إصلاحات سياسية تُمكّنهم من استعادة حكم الأغلبية.
وفي الوقت الذي يتركز فيه الاهتمام على السباق الرئاسي، تُعرض في عدة ولايات إجراءات جديدة للإصلاح السياسي.
تشمل هذه الاصلاحات التحول إلى الانتخابات التمهيدية الموحدة، التي تتيح لجميع المرشحين التنافس في انتخابات أولية واحدة، بما يقلل من تأثير ناخبي الانتخابات التمهيدية الأكثر تطرفاً ويمكّن المعتدلين من الوصول إلى الانتخابات العامة، الأمر الذي يُتوقع أن يُعزز من تمثيل الإرادة الشعبية ويخفف من الاستقطاب.
تُعدّ تجربة ألاسكا مثالاً على نجاح هذا النظام، إذ ساعدت في وصول مرشحين ذوي جاذبية واسعة مثل السيناتور ليزا موركوفسكي، التي أعيد انتخابها بفضل دعمها العابر للأحزاب.
كما تسعى ولايات أخرى كولاية أوريغون إلى تطبيق التصويت بحسب الاختيار المباشر للمناصب الفيدرالية والتنفيذية، ما يضمن فوز المرشحين الأكثر قبولاً لدى الناخبين ويقلل من مخاطر فوز المرشحين الأكثر تطرفاً.
في حين تعمل ولاية أوهايو، من جانبها، على إنهاء تقسيم الدوائر الانتخابية على أسس حزبية، عبر لجنة مستقلة لضمان تمثيل أكثر عدالة.
ورغم أن هذه الإصلاحات لن تحل كل مشاكل النظام السياسي الأمريكي، إلا أنها قد تشكل بداية لتعزيز الشفافية وتقليص القوى التي تدفع بالأمريكيين بعيداً عن العملية الديمقراطية.
يقول جون كينيدي : ” كلمة ازمة بالصينية تُكتب بحرفين احدهما يمثل الخطر و الآخر الفرصة “.