المغرب: دعم ثابت لفلسطين وعلاقات سيادية مستقلة.
الرباط – عرب 21
في حوار أجرته مجلة “لوبوان” الفرنسية مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربي، ناصر بوريطة، خلال زيارة الرئيس الفرنسي إلى المغرب، أوضح الوزير الموقف المغربي تجاه عدد من القضايا الإقليمية، مؤكداً على سيادة قرارات المغرب واستقلالية سياسته الخارجية.
أكد بوريطة على ثبات موقف المغرب في علاقته مع الجزائر، مشدداً على أن المغرب لا يتدخل في العلاقات التي تقيمها الدول الأخرى مع الجزائر، ويركز على تطوير وتعزيز علاقاته الثنائية بما يخدم مصالحه الوطنية. وأوضح أن المغرب يترك لكل دولة حرية تطوير علاقاتها مع الجزائر دون أي تدخل منه، مشيراً إلى أن هذا المبدأ الثابت يأتي من توجيهات جلالة الملك محمد السادس الذي يرى أن العلاقات المغربية يجب أن تكون مستقلة وغير متأثرة بالعلاقات بين الدول الأخرى.
وأضاف بوريطة أن الجزائر قد تنظر إلى علاقات المغرب مع بعض الدول كتهديد، ولكن المغرب ينظر إلى علاقاته الثنائية على أساس أولوياته الخاصة ومصالحه الوطنية، مؤكداً أن المملكة لا ترى نفسها ملزمة بتقييد علاقاتها مع أي دولة بسبب علاقات تلك الدولة مع الجزائر.
فيما يتعلق بالشرق الأوسط، جدّد بوريطة تأكيد التزام المغرب بدعمه الثابت للقضية الفلسطينية، مشدداً على أن استئناف العلاقات مع إسرائيل لا يعني التخلي عن هذا الدعم. وأوضح الوزير أن المغرب، تحت قيادة جلالة الملك رئيس لجنة القدس، يدين بشدة الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، ويعتبر التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الفلسطينيين أولوية دائمة.
كما أشار بوريطة إلى أن المغرب يتميز بتراث يهودي عريق متجذر في هويته الوطنية، ما يجعله نموذجاً للتعايش الديني والثقافي، حيث لا تشكل العلاقات الدينية عائقاً أمام التعاون. وأوضح أن استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في عام 2020، ضمن إطار الاتفاق الثلاثي بين المغرب والولايات المتحدة وإسرائيل، لا يعني بالضرورة تأييد سياسات الحكومة الإسرائيلية، بل جاء مع التأكيد على استمرار التزام المغرب بالقضية الفلسطينية.
واختتم الوزير بالتأكيد على أن جلالة ملك المغرب محمد السادس قد تواصل مباشرة مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، منذ استئناف العلاقات مع إسرائيل، ليؤكد أن المغرب يعتبر القضية الفلسطينية أولوية لا تقل أهمية عن قضية الصحراء المغربية، وهو موقف مبدئي يعبر عنه المغرب بكل وضوح وبانتظام من خلال أعلى سلطة في الدولة.