“دافوس الصحراء”: الرياض تستضيف أبرز قادة المال والأعمال لتشكيل مستقبل الاقتصاد.
الرياض – عرب 21
شهدت العاصمة السعودية الرياض تجمعًا مميزًا لعدد من الشخصيات المؤثرة في عالم المال والأعمال، لحضور النسخة الثامنة من “مبادرة مستقبل الاستثمار”، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
جاء المؤتمر هذا العام في ظل تسارع التطورات الاقتصادية العالمية، مع آمال أن تبلغ قيمة الصفقات حوالي 28 مليار دولار، بعد أن وصلت إلى 125 مليار دولار خلال السنوات السبع الماضية. أقيم الحدث على مدار ثلاثة أيام تحت شعار “أفق لا متناهٍ… الاستثمار اليوم لصياغة الغد”، بمشاركة أكثر من 7000 شخص و600 متحدث عالمي من بينهم ايلون ماسك .تزامن المؤتمر مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مما زاد من أهمية النقاشات حول القضايا الاقتصادية الكبرى، بما فيها تأثير أسعار الفائدة المنخفضة، وتقلبات أسعار النفط، والتطورات في مجال الذكاء الاصطناعي.
نحو اقتصاد شامل ومستدام
أكد ريتشارد أتياس، الرئيس التنفيذي لمؤسسة “مبادرة مستقبل الاستثمار”، أن “التعاون الجماعي هو السبيل لبناء عالم أكثر شمولية واستدامة”، مشيرًا إلى أن هذا المؤتمر يُعد منصة لتناول التحديات الكبرى كالتفاوت في الرعاية الصحية وارتفاع تكاليف المعيشة، التي تفتح فرصًا للتقدم والابتكار، وفقًا لشعار المؤتمر هذا العام: “أفق لا متناهٍ… الاستثمار اليوم لصياغة الغد ”.
صعود دور الرياض كمركز عالمي للاستثمارات
أعلن وزير الاستثمار خالد الفالح عن تجاوز عدد الشركات العالمية التي اختارت الرياض كمقر إقليمي لها المستهدف ضمن “رؤية 2030” والبالغ 500 شركة، ليصل العدد حاليًا إلى 540 شركة.
كما أعلن بنك “غولدمان ساكس” عن افتتاح مكتب جديد له في مركز الملك عبد الله المالي، مشيرًا إلى تعزيز حضوره في أكبر اقتصاد بالشرق الأوسط، بينما يدرس بنك “باركليز” العودة إلى السوق السعودية.
في هذا السياق، أكد ياسر الرميان، محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذي يدير أصولًا تتجاوز 900 مليار دولار، على خطط لتقليص حيازات الصندوق الأجنبية إلى نحو 18-20%، مع زيادة التركيز على المشاريع المحلية، مبرزًا تطلعات السعودية لتصبح مركزًا عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي.
دعم الطاقة والاقتصاد الأخضر .
تسعى المملكة لتحقيق التوازن بين تلبية احتياجات الطاقة الحالية وبناء مستقبل مستدام.
أوضح الرميان أن الاستثمارات في الطاقة النظيفة بلغت أكثر من 65 مليار دولار منذ 2017، ما يدعم التوجه نحو اقتصاد منخفض الكربون. وتوقّع أن تهيمن اقتصادات الأسواق الناشئة على النمو العالمي بحلول 2030، مع مساهمة الذكاء الاصطناعي بنحو 20 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي.
أكد وزير الاستثمار الفالح أن السعودية أصبحت واحدة من أسرع الاقتصادات نموًا في مجموعة العشرين، بفضل استثماراتها المتواصلة في القطاعات الحيوية كالبتركيماويات. وأضاف أن الناتج المحلي ارتفع بنسبة 70% منذ إطلاق “رؤية 2030”.
التعاون الإقليمي والدولي
فيما يخص التعاون الخليجي، صرح الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي بأن الصناديق السيادية الخليجية تمتلك استثمارات تعادل 33% من إجمالي الاستثمارات الدولية، بقيمة سوقية تتجاوز 3.2 تريليون دولار، مما يعزز مكانة السعودية كعنصر أساسي في جذب الاستثمارات الإقليمية والعالمية.
في جانب متّصل ، أشار رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إلى مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يهدف إلى إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء، كإحدى المبادرات الرئيسية التي تعزز التكامل الإقليمي في مجال الطاقة.