الى اولئك الذين يزايدون على مملكة !.
بقلم ابوبكر الصغير
يخطئ من يعتقد انّه بامكانه ان يزايد على بلد شقيق عزيز علينا المملكة العربية السعودية ، خاصة بما هو موصول بنصرة قضايا امّتنا و على راسها فلسطين .
تمتلك السعودية دولة تاريخا طويلا يؤهلها أن تستوعب اللحظات التاريخية الحاسمة لكي تستثمرها بشكل جيد، التوجهات السياسية السعودية لا بد من قراءتها بشكل مختلف، فالسعودية لم تقدم شعارات أو أفكارا تسويقية لمواقفها او لنهجها السياسي، فخلال السنوات الماضية قدمت السياسة السعودية نفسها كمنجز و فاعل سياسي يرغب في تحسين أدواته وميكانيزماته السياسية و تحقيق النتائج المرجوة بما يخدم حقيقة و واقعا مصالح الامة بعيدا عن الخطب الرنانة و الشعارات الجوفاء و المزايدات الفارغة .
لم يغب يوما ، الدور السعودي عن متابعة القضايا العربية والإسلامية و نصرة قضايا الامة ، ولم يتوقف الدعم السياسي و المالي و الاقتصادي لكل الدول العربية والإسلامية دون استثناء، بداية من فلسطين قضية العرب المحورية ، التي تحظى بدعم وقوة من الموقف السعودي سياسيا و ماليا و اقتصاديا وإغاثيا في ظل المتغيرات الأخيرة وحرب غزة، فلم تتوقف مساعي المملكة عالميا مع الشركاء الدوليين لتخفيف حدة الحصار على شعب فلسطين في غزة، وتقديم كل سبل الدعم الإغاثي، عبر الجو والبحر، وقبلها استضافة أطراف النزاع الفلسطيني – الفلسطيني أكثر من مرة لدرء الصدع بينهما، لتوحيد الرؤى لمواجهة الاحتلال والحفاظ على الهوية الفلسطينية، وجعلها دائمة وحاضرة على موائد الحوار العالمي.
في انجاز تاريخي و قبل بضعة اسابيع أعلن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إطلاق “تحالف دولي” من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين ، وحذر من خطر اندلاع حرب إقليمية في ظل الهجوم الإسرائيلي على لبنان .
قلنا بدءا ، لا احد يزايد على المملكة في نصرة فلسطين .
اذ لا يعلم الكثيرون ، انه في اواسط القرن الماضي لما حصلت معركة مع القوات الإسرائيلية عين خفر قرب قناة السويس، وقام فيها 8300 جندي سعودي بالصمود والتصدي للجيش الإسرائيلي المكون من 31600 جندي بعد اشتباك ومحاصرة للجنود السعوديين لمدة 4 أيام، صمد فيها وانتصرت القوات السعودية وانتهت المعركة بأسر 476 جنديا إسرائيليا و1784 شهيداً من الجنود السعوديين.
كما ان من أهم المواقع والمعارك التي شارك فيها الجيش السعودي ضد الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين معركة دير سنيد وأسدود ونجبا والمجدل وعراق سويدان والحليقات وبيرون إسحاق كراتيا وبيت طيما وبيت حنون وبيت لاهيا وغزة و رفح و العسلوج و وتبة الجيش وعلى المنطار والشيخ نوران.
76 عامًا تفصل بين مشاركة الجيش السعودي في الدفاع عن فلسطين عام 1948 في عهد الملك المؤسس عبد العزيز وأوامره بتمويل وتجهيز أهل فلسطين بالمال والعتاد لإنقاذ فلسطين، وبين هذا الانجاز العظيم الذي كان بادر به سمو ولي العهد محمد بن سلمان في سبيل نصرة القضية الفلسطينية .
انّ التحركات والجهود والضغوطات الدبلوماسية السعودية خلال الفترة الاخيرة و المستندة على المكانة العالمية والثقل الدولي، وبتوجيه من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، كانت نتيجتها تفاعلا وتجاوبا عالميا للاعتراف بدولة فلسطين، في موقف يؤكد الإجماع الدولي على الحق الأصيل للشعب الفلسطيني في تقرير المصير.
انّ الباطل يكرر ادعاءاته بأشكال مختلفة، ولكن ليس فيه مضمون جديد و لا ينتصر في النهاية ، لانّ الحق مزعج للذين اعتادوا ترويج الباطل، حتى صدقوه.