ميلوني في بيروت وسط تصاعد التوتر بين ايطاليا و إسرائيل .
عواصم – روما : عرب 21 :
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، تزور رئيسة المجلس الإيطالي جورجيا ميلوني العاصمة اللبنانية بيروت اليوم الجمعة 18 أكتوبر، لتصبح أرفع مسؤول أوروبي يصل إلى لبنان منذ التوغل الإسرائيلي في جنوبه في 30 سبتمبر، وما تلاه من اشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.
هذه الزيارة تأتي قبل زيارة وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني إلى تل أبيب ورام الله في الضفة الغربية، في وقت تزداد فيه التوترات حول القوات المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل).
تشكل القوات الإيطالية أحد أكبر مكونات بعثة اليونيفيل، حيث تضم حوالي 1200 جندي، تعرضوا مؤخراً لاعتداءات إسرائيلية. أحد المواقع الإيطالية تعرض لهجوم مباشر من جنود إسرائيليين أطلقوا النار داخله، إضافة إلى أضرار سابقة سببتها الدبابات الإسرائيلية.
في 11 أكتوبر، أعلن وزير الخارجية الإيطالي تاجاني في مقابلة مع صحيفة “كورييري ديلا سيرا” أنه حصل على تطمينات من نظيره الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، بعدم تعريض الجنود الإيطاليين للخطر.
في 15 أكتوبر، وخلال جلسة في مجلس الشيوخ الإيطالي، وصفت جورجيا ميلوني تصرفات إسرائيل بـ”غير المبررة”، وذلك عقب مكالمة متوترة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو .
في السياق ذاته، استدعى وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروستيتو السفير الإسرائيلي في روما، معبراً عن استياء الحكومة الإيطالية إزاء هذه الاعتداءات.
القلق الإيطالي من تطورات الصراع دفع ميلوني إلى اتخاذ موقف أكثر حزمًا في هذا الملف، خصوصاً في ظل تعبير وزراء الدفاع من 16 دولة أوروبية عن قلقهم المشترك إزاء الاعتداءات الإسرائيلية خلال مؤتمر عبر الفيديو ترأسته إيطاليا وفرنسا في 16 أكتوبر .
الوزراء شددوا على ضرورة ممارسة أقصى الضغوط السياسية والدبلوماسية على إسرائيل لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث.
زيارة ميلوني إلى لبنان تهدف إلى إعادة التأكيد على دور إيطاليا في لبنان والمنطقة، في وقت لم تفوت فيه الحكومة الإيطالية اليمينية المتطرفة برئاسة ميلوني فرصة للتأكيد على دعمها لإسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023.
من خلال هذه الزيارة، تسعى ميلوني، التي ستترأس مجموعة السبع في 2024، إلى تعزيز حضورها الدبلوماسي الأوروبي في مواجهة التصعيد الإسرائيلي.
جورجيا ميلوني ستبدأ زيارتها من الأردن حيث تلتقي بالملك عبد الله الثاني، قبل أن تتوجه إلى بيروت لعقد اجتماعات مع رئيس الوزراء المستقيل نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري. ورغم أن زيارة القواعد التي يتواجد فيها الجنود الإيطاليون في جنوب لبنان ليست ضمن جدول الزيارة الرسمي، إلا أن قوات اليونيفيل تخطط لعقد مؤتمر عبر الفيديو بين ميلوني وبعض أفراد الكتيبة الإيطالية.
في المقابل، سيزور وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني إسرائيل للقاء نظيره كاتس، كما سيلتقي برئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى في رام الله، بهدف بحث كيفية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة ولبنان على المدى القصير، إضافة إلى مناقشة تعديل مهمة اليونيفيل لتتماشى مع الوضع الجديد.
تأتي زيارة ميلوني في ظل ضغوط سياسية داخلية وخارجية، وسط مخاوف من تدفق جديد للاجئين نحو أوروبا نتيجة تصاعد العنف في المنطقة. وفقاً لماريا لويزا فانتابيي، رئيسة برنامج البحر الأبيض المتوسط في معهد الشؤون الدولية في روما، تجد ميلوني نفسها مجبرة على اتخاذ موقف واضح لحماية جنود بلادها، لكن دون توقع تغييرات كبيرة في موقف إيطاليا تجاه النزاع.
وعلى عكس فرنسا والولايات المتحدة، يبدو أن إيطاليا تراجعت عن دور الوسيط بين الأطراف المتصارعة في المنطقة، لتبقى المخاوف الأساسية متمثلة في تداعيات الصراع على أمن أوروبا.