ترامب في البيت الأبيض : ملامح جديدة للعلاقات مع أوروبا…!.
عواصم – واشنطن – باريس: عرب 21 .
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تتزايد التوقعات حول التأثيرات المحتملة لهذه الانتخابات على العلاقات عبر الأطلسي.
في ظل الأجواء السياسية المتقلبة، يُثار تساؤل مهم حول كيفية تأثير نتائج الانتخابات على التعاون بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية، ومدى إمكانية حدوث تغييرات جذرية في استراتيجيات السياسة الخارجية التي قد تُعيد تشكيل هذه العلاقات.
في هذا السياق في مقال نشرته جريدة ” لوموند ” الفرنسية حذّر السفير الأمريكي السابق جيف هاوكينز، الذي يمتلك خبرة دبلوماسية تفوق ثلاثة عقود ويعمل حالياً باحثاً في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (IRIS) في باريس، من خطر الأبعاد الجديدة التي قد تأخذها هذه العلاقات في حال إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة .
تحولات جذرية في العلاقات الأمريكية الأوروبية:
يعتبر هاوكينز أن فوز ترامب مجدداً قد يُحدث تغييراً جذرياً في العلاقات الأمريكية الأوروبية، مما يطرح تساؤلات مثيرة حول مستقبل التعاون بين الطرفين في ظل السياسات غير المستقرة التي قد تتبناها الإدارة القادمة.
حيث يُشير إلى أن الانتخابات الحالية تحمل في طياتها نتائج غير مؤكدة، لكن استطلاعات الرأي تظهر تقارباً حاداً، خصوصاً في الولايات المتأرجحة swing states التي قد تحدد مصير الانتخابات في 5 نوفمبر.
عواقب وخيمة على أوروبا :
يُحذر هاوكينز من أن انتصار ترامب قد يُعزز العزلة الأوروبية في المعركة من أجل الديمقراطية، ويُهدد بفقدان أوروبا حصتها في السوق الأمريكية.
سيكون على الدول السبع والعشرين في الاتحاد الأوروبي الاستعداد لمواجهة نتائج قاسية، حيث ستصبح أجهزتها السياسية أكثر هشاشة.
استحقاقات الأمن والدفاع :
تُعتبر فترة رئاسة ترامب السابقة بمثابة لمحة عما قد يحدث لاحقاً، لكن هاوكينز يُنبّه إلى أن التأثير هذه المرة سيكون أكثر عمقاً.
على صعيد الأمن، ستجد أوروبا نفسها مضطرة للاستغناء عن الضمانات الأمريكية، حيث كان ترامب معروفاً بانتقاداته الحادة لحلف الناتو .
في حالة فوزه مجدداً، يُتوقع أن يُعيد ترامب تقييم الالتزامات الأمريكية تجاه الأمن عبر الأطلسي، مما سيؤدي إلى إعادة تموضع القوات الأمريكية داخل الحلف، ويُثير نقاشات جديدة حول “ناتو نائم” التي تكتسب زخمًا في الأوساط الجمهورية.
آثار اقتصادية وتجارية مقلقة:
اقتصادياً، ستكون أوروبا في مواجهة فقدان حصص سوقية كبيرة في الولايات المتحدة، مما يُهدد بمسار الوظائف المرتبطة بهذه التجارة.
تُعتبر الولايات المتحدة الشريك التجاري الأول للاتحاد الأوروبي، وتدعم هذه التجارة نحو 9.4 مليون وظيفة على جانبي الأطلسي. ومع توجه ترامب الحمائي في التجارة، يزداد قلق أوروبا من سياسة تجارية مشددة قد تنتهجها الإدارة الجديدة.
الديمقراطية وحقوق الإنسان في خطر :
أما على صعيد الديمقراطية وحقوق الإنسان ، فقد تواجه الدول الأوروبية عزلة متزايدة في كفاحها من أجل قيم العدل.
رغم جميع نقائصها، تظل الولايات المتحدة قوية في تبنيها لقيم حقوق الإنسان والديمقراطية .
لكن فوز ترامب قد يغير هذا الواقع. إذ يُظهر ترامب، الذي يواجه محاولات للعزل، تهاوناً ملحوظاً تجاه هذه القيم، ويُعتبر تهديده للمنافسين في حال فوزه انتهاكاً صريحاً لمبادئ الديمقراطية.
في الختام، قد تؤدي إعادة انتخاب دونالد ترامب إلى تغييرات جذرية في العلاقات الأمريكية الأوروبية، مما يُثير قلقاً عميقاً بشأن التعاون الأمني والاقتصادي والحقوقي .
ومع تصاعد التوترات، ستجد أوروبا نفسها أمام تحديات جسيمة في تعزيز قيمها في ظل إدارة قد لا تتبنى نفس هذه القيم