معرض “صلامبو”: بين عبق التاريخ وسحر الفن في متحف باردو
عواصم – تونس : عرب 21 .
يستضيف متحف باردو بتونس معرضًا فنيًا استثنائيًا تحت عنوان “صلامبو : من فلوبير إلى قرطاج”، والذي يمتد من الثالث والعشرين من سبتمبر وحتى الثاني عشر من يناير المقبل. هذا المعرض الفني يمثل لقاءًا بين التاريخ والفن، ويأتي بتنظيم المعهد الوطني التونسي للتراث بالتعاون مع وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية والمعهد الفرنسي بتونس، إضافة إلى مجموعة من المتاحف الكبرى مثل روان نورماندي ومتحف حضارات أوروبا والبحر المتوسط.
تتخلل المعرض أعمال مميزة لأربعة فنانين تونسيين: رجا المهداوي، حاتم المكي، ياسمين بن خليل، ونعيم السويسي، ليشكلوا جسورًا إبداعية بين الماضي والحاضر.
يأتي هذا المعرض ضمن استراتيجية فرنسا لتعزيز التراث المشترك بين البلدين، وتوثيق التعاون التونسي-الفرنسي في مجال التراث التاريخي والآثاري، خاصة فيما يتعلق بالتنقيبات الأثرية التي شملت مناطق تونسية عديدة مثل قرطاج، صفاقس، دقة، وحيدرة. يعرض المعرض حوالي 50 عملاً فنيًا يجمع بين التراث الأدبي والفني، ويشمل لوحات، منحوتات، صورًا فوتوغرافية، وقطعًا أثرية، مما يجسد تمازج الحضارات بين تونس وفرنسا.
المعرض يأتي كاحتفال بمئتي عام على ميلاد الكاتب الفرنسي غوستاف فلوبير، صاحب رواية “صلامبو” الشهيرة، التي صدرت عام 1862، وهي رواية تاريخية تتناول تمرد المرتزقة في قرطاج خلال القرن الثالث قبل الميلاد.
تم تصميم المعرض بعناية ليعكس هذه الرواية من خلال أروقة متنوعة تجمع بين الأدب والتاريخ والفن، حيث يبدأ المعرض بـ”قرطاج قبل فلوبير” ويستمر مع “فلوبير وقرطاج”، مستعرضًا تفاصيل الأدب والتاريخ والتجسيد الفني لشخصية صلامبو.
تجدر الإشارة إلى أن متحف باردو، الذي افتتح في مايو 1888، يعتبر من أهم المتاحف في إفريقيا والعالم، ويشتهر بمجموعته الضخمة من لوحات الفسيفساء الرومانية التي تصل مساحتها إلى خمسة آلاف متر مربع، بالإضافة إلى قطع أثرية نادرة. ويمثل هذا المعرض خطوة جديدة لتعزيز الروابط الثقافية بين تونس وفرنسا، مؤكداً أن الثقافة تظل جسراً أساسياً للتواصل بين الشعوب والمجتمعات.
وفي ختام هذا الحدث الفريد، تبقى تجربة المعرض أكثر من مجرد زيارة لمجموعة من القطع الفنية، بل هي رحلة عبر الزمن والتاريخ، تجمع بين عبق قرطاج وسحر فلوبير في لحظات من الجمال الفني الراقي.