جائزة نوبل للسلام لمنظمة يابانية تسعى لحظر الأسلحة النووية .
عواصم – طوكيو : عرب 21
حصلت منظمة “نيهون هيدانكيو” اليابانية، التي تأسست عام 1956 على يد ناجين من قصف هيروشيما وتهدف إلى القضاء على الأسلحة النووية، على جائزة نوبل للسلام 2024.
جاء منح الجائزة في ظل تصاعد الصراعات العالمية وتهديدات متجددة باستخدام السلاح النووي، مما يعكس أهمية الجهود الرامية إلى تحقيق عالم خالٍ من الأسلحة النووية. صرحت لجنة نوبل النرويجية أن تكريم المنظمة جاء “لجهودها المستمرة في منع تكرار استخدام الأسلحة النووية، ولتقديمها شهادات حية تثبت أن الأسلحة النووية لا يجب أن تُستخدم مرة أخرى”.
من هيروشيما، عبّر توشيوكي ميمّاكي، أحد الناجين من القصف الذري وعضو في منظمة “نيهون هيدانكيو”، عن مشاعره الممتزجة بالدهشة والفرح قائلا : “إنه حلم داخل حلم . لا أستطيع تصديق ذلك”. فيما أضاف كييتشي كيدو، الأمين العام للمنظمة: “لقد تعذب الناجون من القنبلة الذرية وتجاهلتهم الحكومة اليابانية لفترة طويلة. نكرم اليوم جهود من سبقونا في هذا النضال لمنع ظهور ناجين جدد”.
وفي إطار الدعم لهذه الجهود، أشاد رئيس الوزراء الياباني شينغرو إيشيبا خلال زيارته إلى لاوس بالجائزة ووصفها بأنها “ذات أهمية بالغة”.
تعد هذه المرة الأولى التي تحصل فيها اليابان على جائزة نوبل للسلام منذ عام 1974 عندما مُنحت لرئيس الوزراء السابق إيساكو ساتو تكريمًا له عن دوره في وضع مبادئ عدم التصنيع وعدم امتلاك وعدم إدخال الأسلحة النووية إلى اليابان. كذلك وقع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
تأسست منظمة “نيهون هيدانكيو” بعد أحد عشر عامًا من القصف النووي على مدينتي هيروشيما وناجازاكي عام 1945، الذي أسفر عن مقتل ما يقرب من 214,000 شخص. جاءت ولادة المنظمة في سياق حملة ضد الأسلحة النووية، بعد حادثة إشعاع طاقم سفينة “دايغو فوكوريو” خلال تجربة أمريكية للقنبلة الهيدروجينية في عام 1954. المنظمة أكدت منذ تأسيسها على أن “البشرية لا يجب أن تعيش مرة أخرى ما عاناه الناجون من قصف هيروشيما وناجازاكي”.
منظمة “نيهون هيدانكيو” كانت حاضرة في الساحة الدولية في العديد من المناسبات، حيث أرسلت وفودًا ثلاث مرات إلى الأمم المتحدة خلال الحرب الباردة.
وفي عام 1982، كان الناجي سينجي ياماغوتشي أول شخص يلقي خطابًا في جلسة استثنائية للأمم المتحدة حول نزع السلاح النووي.
وقد ساهمت المنظمة بشكل فعال في صياغة معاهدة حظر الأسلحة النووية (TIAN) التي تم توقيعها في عام 2017 ودخلت حيز التنفيذ في عام 2021، حيث جمعت ثلاثة ملايين توقيع لدعم المعاهدة و13.7 مليون توقيع لمحاولة إقناع الدول الكبرى بالتصديق عليها، ولكن دون جدوى حتى الآن.
في ظل تزايد الأزمات العالمية، مثل الحرب في أوكرانيا والصراع في الشرق الأوسط والمجاعة في السودان، يصبح منح جائزة نوبل للسلام أكثر أهمية من أي وقت مضى.
فقد شهد العالم في عام 2023 نحو 59 نزاعًا مسلحًا وفقًا لبرنامج بيانات النزاعات التابع لجامعة أوبسالا، ما يضاعف تقريبًا عدد الصراعات مقارنة بعام 2009.
وفي سياق متصل، أثارت منظمة “هيباكوشا” في عام 2024 جدلاً عندما احتجت على حضور السفير الإسرائيلي في مراسم إحياء ذكرى القصف النووي في اليابان. بينما دعا عمدة هيروشيما اسرائيل إلى اتخاذ خطوة نحو السلام، اختار عمدة ناغازاكي عدم دعوة الدبلوماسي لضمان إقامة حفل تذكاري يسوده السلام والوقار.
أخيرًا، أشار توشيوكي ميمّاكي إلى خطورة استخدام الأسلحة النووية في النزاعات الحالية، معتبراً أن استخدامها من قبل روسيا في أوكرانيا أو اسرائيل في غزة قد يفتح بابًا لأزمات لا تنتهي.