من هي هان كانغ الفائزة بجائزة نوبل للآداب 2024 ؟.
عواصم – ستوكهولم: عرب 21 .
في عالم الأدب المعاصر، حيث الكلمات تُستخدم كأداة للتعبير عن المعاناة والتجارب الإنسانية العميقة، تبرز الكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ كشخصية استثنائية تضيء بتجربتها الأدبية المشهد العالمي.
في العاشر من أكتوبر 2024، تم تتويجها بجائزة نوبل للأدب، لتكون بذلك أول امرأة آسيوية تفوز بهذه الجائزة العريقة عن عمر يناهز 53 عامًا، مما يمنح كوريا الجنوبية أول نوبل في الأدب.
اشادت لجنة نوبل بنثر هان كانغ الشعري الحساس والمكثف، الذي يتعامل مع الصدمات التاريخية ويعري هشاشة الحالة الإنسانية.
أسلوبها الأدبي يتفرد بتعبير مزدوج عن الألم النفسي والجسدي، مرتبط بعمق مع الفكر الشرقي.
هنا، لا تقتصر كتاباتها على وصف الصدمات الفردية بل تتجاوز ذلك إلى الصدمات الجماعية التي شكلت تاريخ بلدها.
نشأت هان كانغ في غوانغجو، المدينة التي تأثرت بصدمات تاريخية كبيرة، وانتقلت إلى سيول في سن العاشرة.
كان تأثير والدها، الكاتب هان سيونغ وون، واضحًا في مسارها الأدبي، حيث درست الأدب الكوري وبدأت مسيرتها بنشر قصائد تُظهر حساسية نادرة في تصوير الواقع النفسي والجسدي.
ولكن التحول الحقيقي في كتاباتها جاء مع روايتها “الذي يعود” في 2014، التي استلهمت أحداثها من انتفاضة غوانغجو عام 1980، وهو الحدث الذي أثر على طفولتها بشكل عميق.
هذا التأثر بالصدمات التاريخية تجلى بشكل أكبر في روايتها “وداعات مستحيلة” في 2021، حيث استعرضت من خلال قصص ثلاث نساء ذكريات مذبحة جيجو، مما يعكس التزامها باستكشاف الجروح السياسية والاجتماعية لكوريا الجنوبية.
هذا الالتزام هو ما منحها شهرة عالمية، حيث استخدمت الأدب كوسيلة لاستعادة الذاكرة الجماعية وكشف النقاب عن العذابات التي لا تزال تعيش في نفوس الأجيال الكورية .
تُعتبر هان كانغ صوتًا فريدًا في الأدب المعاصر، ليس فقط بسبب موضوعاتها الشائكة، بل أيضًا بسبب وعيها العميق بالعلاقة بين الجسد والروح وبين الأحياء والأموات.
كما أشار رئيس لجنة نوبل أندرس أولسون، فإن أعمالها تعيد تعريف حدود النثر وتكشف عن عمق التجربة الإنسانية بطرق لا مثيل لها.
تكريم هان كانغ بجائزة نوبل ليس فقط تقديرًا لإسهاماتها الأدبية، بل هو أيضًا احتفاء بالتجارب الإنسانية التي نقلتها عبر صفحات كتبها.
يمثل فوزها لحظة تاريخية للأدب الكوري، ويضع أعمالها في مكانة تتجاوز الحدود الثقافية والجغرافية، لتصبح صدى عالميًا للألم والأمل على حد سواء