“الفيلم الذي يسلط الضوء على صعود ترامب : رحلة عبر عالم الطموح والمكائد” .
عواصم – نيويورك -عرب 21 :
في خضم الحملة الانتخابية الرئاسية يُعرض قريبًا فيلم “The Apprentice”للمخرج الإيراني الدنماركي علي عباسي .
يجمع الفيلم بين أداء بارز من الممثلين سيباستيان ستان، جيريمي سترونغ، وماريا باكلوفا.
تبلغ مدة الفيلم ساعتين، ويُعتبر عملاً غير تقليدي يسرد فترة من حياة دونالد ترامب في الثمانينيات، مسلطًا الضوء على علاقته المعقدة مع محامي المافيا في نيويورك روي كوهين.
يركز الفيلم على سنوات تكوين ترامب، حيث يبدأ القصة في السبعينات، متناولًا حياته كشاب هادئ وباهت ،يواجه تحديات في جمع الإيجارات من عقارات والده .
ترامب، الذي كان لديه حلم إعادة تأهيل مدينة نيويورك، جسد لقاءه مع روي كوهين نقطة تحول في حياته، كوهن ، الذي يُعرف بأساليبه الملتوية وعلاقاته المشبوهة.
كان كوهين، المستشار القانوني المعروف بكونه محامي السيناتور جوزيف مكارثي، شخصية مثيرة للجدل، هو يهودي ومثلي جنسيًا ولكنه كان يخجل من ميوله في ذلك الوقت ، بالإضافة إلى سمعته كمدافع شرس عن مصالح موكليه ، كل هذه الصفات تجعله شخصية معقدة تتخطى حدود القوانين والأخلاق.
يتحول كوهين إلى الاب الروحي بالنسبة لترامب، مُعلمًا إياه أساليب مداورة القانون وعدم الاكتراث به والجشع وتقديس القوة لتحقيق النجاح.
يُظهر الفيلم كيف أصبح ترامب، خلال الثمانينيات، شخصية ثرية ومشهورة ، ولكن بتكلفة أخلاقية عالية.
تُجسد أفعاله، مثل التفاوض السريع على عقد زواجه مع العارضة إيفانا ثم التخلي عنها بنفس السرعة ، النزعة الأنانية التي تميز شخصيته.
الفيلم ليس سيرة ذاتية تقليدية، بل هو أقرب إلى التركيز على مرحلة معينة من حياة ترامب تعتبر تجسيدا لمكونات شخصيته، حيث تتجمع فيها جميع العناصر التي تشكلت في تلك الفترة.
يُبرز عباسي من خلال هذا العمل فكرة أن المجتمع، بشكل عام، يتحمل مسؤولية خلق الشخصيات التي تمثل أسوأ ما فيه.
يصرح بأن الفيلم ليس هجومًا راديكاليًا ضد ترامب، بل محاولة لفهم كيفية إنتاج “الوحوش” في سياق سياسي واجتماعي مضطرب.
يستكشف الفيلم الدوافع وراء نجاح ترامب ويطرح تساؤلات عميقة حول الطبيعة البشرية والعلاقة المعقدة بين السلطة والشعبوية.
يُعتبر “The Apprentice” أيضًا دراسة للعقلية الأمريكية، حيث يتناول موضوعات مثل النجاح على حساب الآخرين وكيف تُشكل هذه الرغبات العلاقات الإنسانية.
يتحدى الفيلم المشاهدين للنظر إلى دوافعهم الشخصية العدوانية الى حد البذاءة ومدى استعدادهم للمساهمة في تشكيل هذه الظواهر السلبية.
سيُعرض الفيلم في الولايات المتحدة في 11 أكتوبر الحالي ، وتنتظر الأوساط الفنية والإعلامية ردود الأفعال حوله، خاصة بعد أن أرسل ترامب رسالة قانونية عبر محاميه، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان الفيلم سيقابل بمزيد من الانتقادات أم سيحظى بالنجاح التجاري.
يمثل الفيلم نافذة على عصر ترامب، ويعكس كيف أن صعوده لم يكن مجرد قصة فردية، بل تجسيدٌ لطموحات وعيوب المجتمع الأمريكي بشكل عام.
في النهاية، يُعيد “The Apprentice” رسم حدود العلاقة بين الطموح الأخلاقي والنزعة الفردية، مما يجعله عملًا يستحق المشاهدة والتأمل.