أزمة الشرق الأوسط:تراجع الدور الأمريكي …!
بقلم : ا . حذامي محجوب
بعد مرور عام على هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023 على جنوب اسرائيل ،يظهر الرئيس جو بايدن كشخصية عاجزة عن التأثير في تطورات الأزمة ، بل كان سببًا في زيادة الاضطرابات بعد تلميحه إلى احتمالية استهداف المنشآت النفطية الإيرانية، ما رفع أسعار النفط دون تقديم أي رؤية او استراتيجية واضحة للتعامل مع الأحداث.
إدارة الرئيس بايدن، رغم تمتعها بخبرة طويلة في الشؤون الخارجية، بدت غير قادرة على إحداث أي تغيير ملموس، واصلت حكومة نتنياهو تجاهل التوصيات الأمريكية، بينما قدم خصوم بايدن تردد إدارته في استخدام القوة كضعف واضح أدى إلى تراجع سياسة تأثير الردع الأمريكية .
منذ بداية الأزمة، كانت أهداف بايدن دعم إسرائيل للقضاء على حماس، تحرير الرهائن، منع كارثة إنسانية في غزة، وتجنب توسيع رقعة الصراع، بالإضافة إلى إعادة بناء الأراضي الفلسطينية وصولاً لحل الدولتين.
إلا أن هذه الأهداف واجهت عراقيل كبيرة. ففي نوفمبر 2023، سمح وقف إطلاق النار المؤقت بإطلاق بعض الرهائن، لكنه فشل في تأمين الإفراج عن باقي الأسرى.
كما رفضت حكومة اسرائيل أي مبادرة لإعادة الإعمار أو خطط ما بعد الحرب، واستمرت في التوسع الاستيطاني بالضفة الغربية.
الضغوط الأمريكية جاءت خجولة وغير فعالة، ورغم بعض النجاحات الجزئية في إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، فإن التأثير الأمريكي على العمليات العسكرية بقي محدودًا، مع ارتفاع عدد الضحايا المدنيين الفلسطينيين إلى أربعين الف ، ما أدى إلى موجة من الاحتجاجات داخل الولايات المتحدة، خاصة في الجامعات، حيث أطلق المتظاهرون على الرئيس الامريكي لقب “جو الإبادة الجماعية” متهمين إياه بالتواطؤ مع اسرائيل .
على الرغم من محاولات الضغط، مثل تأخير تسليم القنابل أو التظاهر بعدم استخدام حق الفيتو في مجلس الأمن، فإن الإدارة الأمريكية لم تتمكن من السيطرة على تصرفات حكومة نتنياهو التي استمرت في اتخاذ قرارات منفردة، مثل الهجمات على حزب الله أو العمليات ضد إيران، دون إشعار مسبق للبيت الأبيض.
كما أن الرد الأمريكي على الهجمات التي استهدفت جنودها كان محدودًا، مما كشف عن تراجع دور واشنطن في المنطقة.
وبينما كان الرئيس بايدن يحاول الحفاظ على السلام عبر دعوته لوقف إطلاق النار، كان نتنياهو يصدر أوامر بشن هجمات جديدة دون التنسيق مع واشنطن.
هذا الوضع دفع إلى تساؤلات حول مدى فعالية الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة، خاصة مع تفاقم الخلافات بين واشنطن وتل أبيب.
هل تعني هذه التطورات أن الولايات المتحدة فقدت دورها في الشرق الأوسط؟.
وكيف يمكن لبايدن استعادة زمام الأمور؟ وهل ستتمكن إدارته من إعادة بناء “الردع الأمريكي” في المنطقة؟.
وهل ستكون ازمة الشرق الأوسط العنصر المحدد في الانتخابات الأمريكية ؟.
وكيف ستكون سياسة دونالد ترامب تجاه الشرق الاوسط في صورة فوزه في الانتخابات ؟ .
ترامب هذا الذي يعيب على الرئيس بايدن تساهله. و يرى أن بلاده يجب أن تمارس البطش لتحقيق مصالحها ، متجاهلاً حقوق الآخرين وعدالة قضيتهم