“ثقافة الطعام في العالم الإسلامي ” في متحف ديترويت !
عواصم – ديترويت : عرب 21 : سارة يوسف
الطعام هو اللغة التي يتحدثها الجميع .
هو افضل جسر للتواصل بين الثقافات .
كما للطعام طقوس تتجاوز كونه مجرد وجبة يومية أو وصفة تتوارثها الأجيال .
يقول المثل الإنجليزي “نكهة طعام قليل واستقبال حار يصنعان وليمة سعيدة A little food flavor, and a warm reception make for a happy feast .
انه جزء أصيل من الهوية الثقافية والموروث الحضاري للشعوب .
هذا ما يؤكده معرض “فن تناول الطعام: ثقافة الطعام في العالم الإسلامي” ، الذي يُقام في متحف مدينة ديترويت للفنون بالولايات المتحدة من 22 سبتمبر2024 إلى 5 يناير 2025 .
يستعرض المعرض أكثر من 250 قطعة فنية وأعمالًا يدوية، تسلط الضوء على تاريخ الطعام الإسلامي وفنونه من تحضير وتقديم واستمتاع ،وذلك عبر قرون من الزمن امتدت على مساحات واسعة من أوروبا وآسيا وإفريقيا.
التقرير الذي نشرته صحيفة “ذا غارديان” البريطانية أضاء على أهمية هذا المعرض، مستعرضًا الأبعاد الثقافية التي يحملها الطعام وتقاليد الطهي في الحضارة الإسلامية.
توضح كاثرين كاسدورف، منسقة المعرض، أن ثقافة الطعام الإسلامي تعود إلى القرن التاسع الميلادي في بغداد، حيث شهدت هذه الفترة ظهور كتب الوصفات اليومية التي رصدت تفاصيل دقيقة عن الأطعمة، وتجلت من خلالها الروابط العميقة بين تقاليد الطهي والتقاليد العقائدية في العالم الإسلامي.
يضم المعرض لوحات وسجاد تصور مشاهد اجتماعية تجمع الناس حول الطعام، مثل مشهد للإمبراطور المغولي بابور وهو يتناول وجبته، أو حفلة حديقة لأميرة أفغانية.
تم إبداع هذه اللوحات باستخدام الحبر والألوان المائية والذهب، ما يعكس التفاعل الثقافي والفني بين حضارات مثل الصين والهند وأوروبا.
من أبرز القطع المعروضة، كتاب الطبخ المصور “كتاب المسرات” الذي يعود إلى تسعينيات القرن الخامس عشر. يتضمن الكتاب ثروة من المعلومات التي تتجاوز تقديم وصفات الطعام لتشمل نصائح صحية وتوجيهات لصنع العطور والعلاجات المستندة إلى المكونات الغذائية.
أسهم هذا الكتاب في صك العديد من المصطلحات المتعلقة بالطهي في العالم الإسلامي مثل “اليخني” و”الكفتة”، كما يشرح دور التوابل مثل الهيل والزعفران والقرنفل في إضفاء نكهة مميزة على الأطباق.
يتيح متحف ديترويت للزوار فرصة لتجربة وصفات مستمدة من كتب الطهي الإسلامية القديمة، مما يثري تجربة المعرض وينقل الزوار إلى أجواء الطهي الإسلامي الفاخرة.
لا يمكن أن يُختتم الحديث عن الطعام في الحضارة الإسلامية دون الإشارة إلى القهوة، التي انتشرت في اليمن في القرن الخامس عشر وأصبحت جزءًا أساسيًا من تقاليد الشرق الأوسط في القرن التالي.
حظيت القهوة بمكانة خاصة في المعرض، حيث يعرض تاريخ انتشار المقاهي وتأثير القهوة على الحياة الاجتماعية والثقافية.
بهذا المعرض، يتجسد الطعام كأداة لقراءة الحضارات وفهم أبعادها العميقة ، حيث تتداخل الأطباق مع التاريخ والثقافة والفن لتروي حكايات الشعوب وتقاليدها.