حسن نصر الله: نهاية قائد مقاومة بضربة إسرائيلية قاتلة …!
عواصم – عرب 21 :
في ضاحية بيروت الجنوبية، سقط حسن نصر الله، زعيم حزب الله، ضحية لضربة إسرائيلية يوم 27 سبتمبر 2024.
هذا الشهيد الذي كان أحد أبرز القادة السياسيين والعسكريين في لبنان و المنطقة، رحل عن عمر يناهز 64 عامًا، ليترك وراءه إرثًا مليئًا بالجدل والاختلافات.
منذ ثلاثين عامًا، كان حسن نصر الله الوجه الأبرز للمقاومة اللبنانية تحديدا لحزب الله، الذي بات القوة المهيمنة في لبنان .
تجاوز دوره كزعيم ديني ليصبح شخصية محورية في السياسة اللبنانية والإقليمية بل اخطر الشخصيات المقاومة عالميا .
بعمامته السوداء ونظارته الدقيقة ولحيته التي أضفت عليه هيبة ، كان “السيد” كما يُلقب، يشكل رمزًا للمقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي ، حتى أن العديد من مؤيديه اعتبروه “تشي غيفارا” العربي.
انطلقت مسيرته من قريته في جنوب لبنان، مرورًا بطفولته التي شهدت تأثير الحرب الأهلية اللبنانية ، ليصبح أحد أبرز القادة السياسيين في كلّ تاريخ لبنان الحديث .
فرض حزب الله تحت قيادته، نفسه كقوة موازية للدولة اللبنانية ، حيث تمكن من فرض سيطرته على مفاصل الدولة، معتمدًا على قوة السلاح والتهديد السياسي.
استطاع نصر الله بحنكته العسكرية والسياسية، أن يحقق العديد من الانتصارات التي أكسبته احترام أعدائه قبل مؤيديه، وعلى رأسها انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000، ثم انتصاره في حرب 2006، التي عززت من مكانته كمقاوم.
لكن نصر الله لم يكن مجرد قائد مقاومة، بل كان شخصية مثيرة للجدل.
ورغم كاريزميته، لم يكن بعيدًا عن الانتقادات الداخلية والخارجية.
فقد جرى اتهامه بإسكات الأصوات المعارضة وتصفية الناشطين، مثل اغتيال الناشط الشيعي لوكمان سليم في 2021، كما اتهم بالضلوع في اغتيالات سياسية أخرى. كذلك، فقد شارك حزب الله في حروب إقليمية، مثل الحرب السورية، حيث دعم النظام السوري مما أثار الكثير من الجدل حول تحوله من حركة مقاومة إلى ميليشيا إقليمية.
عندما شن حزب الله حربا جديدة ضد “العدو الصهيوني” في أكتوبر 2023، دعمًا لحماس في غزة، كانت هذه المواجهة قاتلة له. رغم ما كان يعتقده من أن هذه المواجهة قد تكون اللحظة الفاصلة ضد اسرائيل ، فإنها كانت نهاية مسيرته وحياته .
فقد تمكنت الاستخبارات الإسرائيلية من اختراق الحزب، وتوجيه ضربة قاسمة إلى هيكل قيادته.
رحيل حسن نصر الله اليوم يضع نقطة نهاية لفصل طويل من صراعات الشرق الأوسط، حيث كان حزب الله جزءًا أساسيًا من محور المقاومة ضد إسرائيل .
كما يثير تساؤلات كبيرة حول مستقبل الحزب و موقعه الإقليمي في ظل المتغيرات التي شهدتها المنطقة بعد رحيل زعيمه، خاصة في ظل تأثيرات الدعم الإيراني وصراع القوى الإقليمية في المنطقة.