عواصم – اريزونا- عرب 21 :
في سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2024، بدأت التحالفات داخل الحزب الجمهوري تأخذ منعطفًا مفاجئًا، حيث أعلن عدد من الجمهوريين البارزين في ولاية أريزونا، وعدة ولايات أخرى، دعمهم للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس بدلاً من دونالد ترامب.
هذه الحركة المثيرة، التي تقودها شخصيات كانت قريبة من السيناتور الراحل جون ماكين، تبرز كجزء من الانقسام المتزايد داخل الحزب، ما يهدد بشكل مباشر حملة ترامب ويعيد خلط الأوراق في هذا السباق المحتدم.
سباق انتخابي مشتعل: تأثير التحالفات الجديدة .
رغم الدعم القوي الذي لا يزال يحظى به ترامب من أنصاره المتشددين داخل حركة “ماجا”، إلا أن التحالفات الجمهورية الجديدة التي تدعم هاريس قد تكون العامل الحاسم في هذه الانتخابات. مع اقتراب السباق من محطته النهائية في 5 نوفمبر، تصبح الولايات المتأرجحة مثل أريزونا مسرحًا للصراع الأكبر، حيث ستكون نتيجة التصويت فيها مؤشرًا مهمًا على مستقبل ترامب.
السؤال الأبرز يبقى: هل سيتمكن ترامب من استعادة قاعدة الجمهوريين التقليديين؟ أم أن تحالفهم مع هاريس سيمنح الديمقراطيين انتصارًا مفاجئًا آخر؟ .
التحول العميق داخل الحزب الجمهوري: من ماكين إلى ترامب
بول هيكمان، أحد المؤسسين للحركة الجمهورية الداعمة لهاريس والذي كان مستشاراً للسيناتور الراحل ماكين لأكثر من 18 عامًا، يعرب عن إحباطه من التغيرات الجذرية التي شهدها الحزب الجمهوري تحت قيادة ترامب.
هيكمان يرى في تقدير موقف أن الحزب انحرف عن قيمه الأساسية التي كانت تدعم التجارة الحرة والهجرة القانونية، ليصبح حركة انعزالية تغذي الانقسام والكراهية.
أشار إلى أن العديد من الجمهوريين يدركون مكامن الضعف في إدارة ترامب، لكنهم يلتزمون الصمت خوفًا من خسارة مواقعهم السياسية.
إرث ماكين: معارضة حية رغم الغياب .
على الرغم من مرور ست سنوات على وفاة جون ماكين، إلا أن إرثه مايزال حاضرًا بقوة بين الجمهوريين المعارضين لترامب، لا سيما في ولاية أريزونا.
ماكين كان أحد أبرز منتقدي ترامب، وتعمق العداء بينهما على المستوى الشخصي والسياسي .
ومع استمرار عائلة ماكين في معارضتها لترامب، يظهر ابنه جيمي ماكين كأحد الداعمين البارزين لكامالا هاريس.
بول هيكمان يرى أن مجموعة الجمهوريين الموالين لماكين، التي تُعرف باسم “مافيا ماكين”، قد تلعب دورًا حاسمًا في نتائج الانتخابات المقبلة، خاصةً بعد خسارة ترامب لأريزونا في انتخابات 2020 بفارق ضئيل لم يتجاوز 10,000 صوت.
تحالفات جديدة تدعم هاريس: جمهوريون يتحدون ضد ترامب !
الحركة الجمهورية لدعم هاريس تضم أسماء لامعة مثل جون جايلز، عمدة مدينة ميسا، ثالث أكبر مدينة في أريزونا، الذي وصف هاريس بأنها “الشخصية الرشيدة الوحيدة في هذا السباق”.
كما أعربت ستيفاني غريشام، المتحدثة السابقة باسم ترامب، عن دعمها العلني لهاريس، مشيرةً إلى سلوك ترامب خلف الأبواب المغلقة، والذي اعتبرته خيانة لأنصاره، خاصة بعد أحداث 6 يناير.
تشيني: الاختيار بين الديمقراطية والتهديد
ليز تشيني، ابنة نائب الرئيس السابق ديك تشيني، تعد واحدة من أبرز الشخصيات الجمهورية التي أعلنت صراحةً دعمها لكامالا هاريس، مؤكدة أن دعمها ليس مجرد تحدٍ لترامب، بل هو موقف للدفاع عن الديمقراطية الأمريكية التي تعتبر في خطر . بعد مواقفها الجريئة التي أدت إلى انفصالها عن ترامب عقب أحداث اقتحام الكونغرس، شددت تشيني على أن هذه الانتخابات تتجاوز الانقسامات السياسية المعتادة، وأن القضية الأساسية هي حماية النظام الديمقراطي الأمريكي.
والدها ديك تشيني، الذي يعد من أبرز الشخصيات في الحزب الجمهوري، وصف ترامب بأنه “التهديد الأكبر للجمهورية الأمريكية”.
رسالة مفتوحة: مسؤولون أمنيون يرفضون ترامب .
في خطوة غير مسبوقة، وقع حوالي 100 من كبار مسؤولي الأمن القومي السابقين الذين خدموا تحت إدارات جمهورية رسالة مفتوحة تعبر عن دعمهم لكامالا هاريس، مشيرين إلى أن إعادة انتخاب ترامب تشكل تهديدًا خطيرًا للأمن القومي الامريكي .
أكد الموقعون على الرسالة أن تحريض ترامب على أحداث 6 يناير يمثل خيانة لقسمه الدستوري ويضع البلاد في خطر كبير.
هؤلاء المسؤولون شددوا على أن هاريس، رغم اختلافهم معها في بعض القضايا، هي الخيار الأكثر أمانًا للحفاظ على استقرار البلاد.
