عواصم – عرب 21 : ا . حذامي محجوب .
فيلادلفيا – 10 سبتمبر:
شهدت الساحة السياسية الأمريكية مواجهة تلفزيونية حادة بين الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس الحالي كمالا هاريس، حيث تبادلا الانتقادات والهجمات الكلامية في أول مناظرة تلفزيونية. بينهما.
تمسّك ترامب بلهجته الهجومية، واصفًا هاريس بالماركسية، مع التركيز على قضية الهجرة غير الشرعية التي يعتبرها ركيزة أساسية في حملته.
إلا أن هاريس نجحت في زعزعة استقرار ترامب، ما وجهه إلى الدفاع عن أدائه أمام الصحافة مباشرة بعد المناظرة .
أداء مفاجئ من هاريس وثبات في المواقف :
في المناظرة التي جرت بدون جمهور في مركز الدستور الوطني بفيلادلفيا، بثت قناة ABC هذا الحدث الذي شكّل لحظة محورية في السباق الرئاسي.
ظهرت هاريس واثقة من نفسها منذ البداية، إذ صافحت ترامب الذي بدا مترددًا، ولم تفارقها الروح الهجومية طيلة المناظرة.
من جهته، بدا ترامب غاضبًا ومحبطًا، حيث وجد صعوبة في صياغة أفكاره بوضوح.
مناظرة مثيرة… والصحافة تتدخل :
أثارت المناظرة اهتمام الرأي العام الأمريكي، رغم الانقسام الواضح بين المرشحين.
قدمت هاريس حججًا قوية، بينما حاول ترامب التركيز على الهجرة ووصف المهاجرين بأنهم “يسيطرون على المدن”.
لكن المقدمين، ديفيد موير ولينسي ديفيس، أديا دورهما باحترافية، حيث قاما بتصحيح بعض الأكاذيب التي رددها ترامب، ما زاد من تعقيد في موقفه أمام الجمهور.
الاقتصاد والهجرة في قلب النقاش:
كان الاقتصاد أول موضوع تم طرحه، حيث دافعت هاريس عن خططها لدعم الشركات الصغيرة، متهمة ترامب بتقديم سياسات ضريبية تضر بالاقتصاد.
في المقابل، أشاد ترامب بفرض ضرائب مرتفعة على الواردات، واعتبرها وسيلة لدعم الاقتصاد الأمريكي.
أما قضية الهجرة، التي شكّلت حسب استطلاعات الرأي واحدة من أبرز نقاط الضعف لدى هاريس، حيث اتهمها ترامب بالفشل في التعامل معها، مشيرًا إلى أن ملايين الأشخاص يتدفقون إلى البلاد بشكل غير قانوني.
الإجهاض… نقطة خلافية كبرى :
شهدت المناظرة نقاشًا حادًا حول قضية الإجهاض، حيث أشاد ترامب بقضاة المحكمة العليا الذين ألغوا الحق الفيدرالي في الإجهاض، فيما انتقدت هاريس هذا القرار بشدة، و وصفت حرمان النساء من حق التحكم في أجسادهن بأنه “غير أخلاقي”.
تعهدت بإصدار قانون فيدرالي يضمن الحق في الإجهاض، بينما ظل ترامب غامضًا حول موقفه من هذه القضية.
ترامب يفشل في كسب نقاط… وهاريس تستغل الفرصة:
على مدى المناظرة، حاول ترامب مهاجمة هاريس بوصفها بأنها “تدمّر البلاد”، محذرًا من أن الولايات المتحدة قد تصبح “فنزويلا على المنشطات”. إلا أن هاريس كانت جاهزة للرد، واصفة اتهاماته بأنها مجرد أكاذيب.
كما استغلت هاريس ضعف ترامب في قضايا عدة، بما في ذلك تعاملاته مع الديكتاتوريين مثل فلاديمير بوتين.
مناقشات حول السياسة الخارجية والحرب في أوكرانيا:
وفي الشؤون الخارجية، كان النقاش متوقعًا إلى حد كبير، حيث وعد ترامب بإنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة إذا عاد إلى البيت الأبيض. في المقابل، دافعت هاريس عن جهود إدارة بايدن لبناء تحالف دولي لدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا.
هل ينجح ترامب في قلب الطاولة ؟
رغم هجماته المتكررة ، لم يتمكن ترامب من زعزعة موقف هاريس . فقد حاول الابتعاد عن مشروع ” 2025″ الذي وضعه مستشاروه لادارته المحتملة ، لكنه لم ينجح في ابعاد الأنظار عن هذا المخطط الذي يواصل الديمقراطين التركيز عليه. كما واجه ترامب انتقادات حول تصريحاته المتكررة بشأن “الانتخابات المزورة” ، ولتي أثارت سخرية هاريس عندما اشارت الى أن “ترامب طرد من قبل 81 مليون ناخب”.
المناظرة تنذر بصراع انتخابي حاد : المناظرة التلفزيونية بين كامالا هاريس ودونالد ترامب قد تكون مجرد بداية لصراع انتخابي طوسل وشاق .فقد نجحت هاريس في فرض نفسها كمنافسة قوية ، بينما بدا ترامب مترددا في توضيح رؤيته المستقبلية ، هذا لحدث قد يؤثر على الرأي العام الأمريكي ، لكن تظل النتائج غير مؤكدة حتى الآن.
