“صرخة أفغانية تكشف معاناة النساء في عهد طالبان” ..!.
عواصم – كابول : عرب 21 :
مع تزايد القيود القمعية التي تفرضها حركة طالبان في أفغانستان، يظهر الكاتب والمخرج الفرنسي-الأفغاني عتيق رحيمي بصوته الصارخ، معبرًا عن ألمٍ لا يوصف تعيشه النساء الأفغانيات.
في مقال مؤثر نشره في صحيفة “لوموند” الفرنسية، يقدم لنا صورة قاتمة ومرعبة للواقع المأساوي الذي تعيشه بلاده، وخصوصًا نساؤها، في ظل هذا النظام الذي حول الوطن إلى ما يشبه “سجنًا مفتوحًا ” .
رحيمي لا يخفي يأسه في مقاله، حيث يتساءل بحرقة: “هل ما زالت للكلمات قدرة على التعبير عن الفاجعة التي حلت بأفغانستان؟ بلاد تجسد الخراب المطلق! هل أملك صوتًا لأصرخ؟ أو أسلحة لأرفعها؟ أو دموعًا لأذرفها؟” ، الكلمات وحدها لم تعد كافية، فالأب الأفغاني عاجز عن إطعام أسرته، والشاب مكسور لا يستطيع حتى تربية اللحية التي تفرضها طالبان.
رحيمي يشعر بأنه مثل مذيعة التلفزيون التي لا يسمح لها بإظهار كلمات على شفتيها، أو كالعشاق الذين فقدوا قصائد الحب في ظل هذا الظلام.
إدانة قوية يوجهها الكاتب للقوى العالمية التي تراقب بصمت ما يحدث في بلاده.
العالم، بالنسبة له، “أعمى و اصم” تجاه المأساة الأفغانية ، والقادة يكتفون بالجلوس على طاولات التفاوض مع طالبان الذي يصفهم ب”جيش الظلام” دون وجود امرأة واحدة على تلك الطاولات.
رحيمي يسخر من هذه المشاهد ويصفها بالمسرحية البشعة التي لم تعد تنطلي على أحد.
ورغم هذا الغضب العارم، يعلن رحيمي أنه لا يكتب لطلب المساعدة، بل لأنه لا يملك شيئًا آخر سوى الكلمات.
كلماته مليئة بالغضب والمرارة تجاه هذا العالم الفاسد الذي يسمح لطالبان بفرض قوانينها الظالمة.
يصفها بأنها “سلاسل من الكراهية” مصممة لسحق أي بادرة أمل.
يعتبر رحيمي ان القيود المفروضة على النساء : كإجبارهن على تغطية أنفسهن بالكامل ومنعهن من التنقل بمفردهن، وحظر التعامل مع غير المسلمين. ان هذه القوانين ليست فقط قمعية، بل يعتبرها إعلان حرب ضد الكرامة الإنسانية، كما يرى الكاتب ان المرأة الأفغانية تُسجن تحت سماء وطنها، محرومة من حقوقها الأساسية، من حريتها في التنقل، وحتى من حقها في الكلام أو الضحك.
يشير رحيمي في مقاله كذلك إلى قصة زكية خدادادي، التي حققت إنجازًا تاريخيًا بفوزها بالميدالية البرونزية في التايكوندو خلال الألعاب البارالمبية في باريس.
رغم الظروف القاسية التي تعيشها كامرأة معاقة تحت حكم طالبان، كانت قصتها مصدر إلهام وأمل للعديد من الأفغانيات.
في نهاية مقاله ، يستنكر رحيمي الإدانات الدولية التي يصفها بالعقيمة، في حين يواصل طالبان فرض “رؤيتهم” القاتمة للعالم. الحقيقة، كما يراها الكاتب، هي أن هذه القوانين تخلق سجنًا مفتوحًا تحت السماء للنساء الأفغانيات، حيث كل مرسوم يزيد من معاناتهن ويخنق حياتهن.
إنه نداء يائس من كاتب يحلم بيوم تتحرر فيه نساء أفغانستان من هذا السجن، وتعود لهن حريتهن وأحلامهن المسلوبة.