38°C تونس
December 8, 2024
السعودية تتصدر تصنيف العمالة الوافدة وتواجه حملة تشويه مغرضة   وممنهجة !
أراء وأفكار

السعودية تتصدر تصنيف العمالة الوافدة وتواجه حملة تشويه مغرضة وممنهجة !

أغسطس 29, 2024


بقلم – ا .حذامي محجوب
( رئيس التحرير )

كشفت نتائج الاستطلاع الذي أجرته شبكة «InterNation» الألمانية أن المملكة العربية السعودية احتلت المركز الثاني على مستوى العالم كأفضل دولة للعمالة الوافدة لسنة 2024، بعد أن كانت في المرتبة 14 في السنة الماضية .
حقّقت المملكة تقدما كبيرا في أشهر قليلة، وهو ما يبين حرصها على توفير بيئة عمل صحية سليمة و جاذبة للعمالة الأجنبية، حيث صرح 75 % ممن استطلعت آراؤهم إلى حصول تحسن كبير في فرص العمل، فيما أعرب 82 % عن رضاهم عن التقدم الاقتصادي الذي تشهده البلاد مما يحقق شعورا بالاستقرار يجذب العمالة الاجنبية .
اصبحت المملكة العربية السعودية وجهة رئيسية للمهنيين الذين يطمحون إلى الترقي في حياتهم وتحسين نمط عيشهم في بيئة تسود فيها قوانين واضحة تحمي الحقوق، مضيفة أن المدن النابضة بالحياة وجودة الحياة العالية والتعليم والصحة وتكلفة المعيشة تجعل الإقامة في المملكة اختيارا جاذبا للعيش والعمل.
لكن من المفارقات ان هذا التقرير لشبكة مرموقة عُرفت بمصداقيتها وعلميتها ،يتزامن مع حملة تشنها دوائر تعودت على التهجم على المملكة ، تمثلت في الترويج للفيلم الهندي الذي يدوم حوالي ثلاث ساعات ” حياة الماعز ” الذي يقول كل من سعى للترويج له أنه يصور حياة العمال الأجانب في المملكة، ويعرّي كل ما يتعرضون له من ظلم على أيدي ” الكفلاء ” .
فيلم يقدم سردا مغالطا مغرضا لكيفية مصادرة حقوق العمال واستعبادهم. ويقدم المواطن السعودي في ابشع صورة يختلط فيها الجشع بالانتهازية والأنانية ، مواطن لا يفكر إلا في تحقيق مصالحه الضيقة لا شفقة ولا رحمة في قلبه ، جمع الفيلم فيه كل الأوصاف البذيئة التي لا تليق بالإنسان .
هذه الصورة التي قدمها الفيلم حول المواطن السعودي فضلا عن انها صورة خاطئة وهمية إلا انها لا تليق باي إنسان مهما كانت بساطته وقلة درايته ، صورة هادفة يريد ترويجها عبر هذا الفيلم كل أعداء النجاح وأصحاب النفوس الحاقدة أن تكون المملكة نموذجا بمواقفها و طيبة و نبل شعبها ، وكأن الإنسان فيها يعيش على حالة الطبيعة ولم ينتقل إلى طور المدنية .
ان المواطن السعودي لم يُعرف له عداء لبقية البشر والدليل على ذلك ان ارضه كانت دائما قبلة للحجاج والمعتمرين و الزوار يأتونها الناس على اختلاف أجناسهم وأعراقهم ومذاهبهم على مدار السنة .
كل الذين يزورون المملكة او يقيمون فيها يتحدثون عن حسن القبول وكرم الضيافة التي يتمتع بها هذا الشعب الشقيق الذي عرف على الدوام بصفاته الأصيلة التي استمدها من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وقيم مجتمعه التي تقوم اساسا على الشهامة والكرم والمروءة.
والمستمَدة اساسا من التقاليد البدوية العريقة للجزيرة العربية .
تشير الاحصائيات إلى ان الكثير من الوافدين على المملكة في اطار عقد عمل قد رفضوا مغادرة المملكة واستوطنوها .
هناك ما يزيد على 9 ملايين عامل أجنبي يعملون في السعودية، من بينهم مليون و800 ألف هندي، بلغت قيمة الأموال التي حولوها إلى بلدانهم خلال السنة الفارطة 124.9 مليار ريال سعودي، مما كان له أكبر الأثر المباشر على تحسين اوضاع عائلاتهم ونمط حياتها ، كل هذا لا يقع الاشارة اليه ويتم التركيز على بطل الفيلم الذي يزعم أنه تعرض للاستغلال من قبل كفيل ، هو أقرب إلى التوحش منه إلى الإنسانية .
اعتقد ان وجود الملايين من العمال الوافدين على المملكة وتجاربهم الناجحة ، بل اكثر من ذلك مطالب العمل الواردة على السعودية من كل الجنسيات هي أبلغ رد على الحالات الغريبة ربما ، التي لا يخلو منها مجتمع والتي يسعى البعض إلى تنميطها وتصويرها والترويج لها على أنها الوضع السائد والقاعدة .
حتى إذا افترضنا حسن النية وصدقنا أن قصة هذا الفيلم حقيقية كما وقع الترويج له ، فهل أن شخصا واحدا يمكن أن يمثّل دولة يزيد عدد سكانها على (35) مليون نسمة ؟
هل ان اضطهاد الضعفاء القاعدة في المملكة ؟هل ان القوانين في السعودية تشرّع للعبودية والاستغلال ؟ ان المتابع لما يحدث في المملكة العربية السعودية يلاحظ انها دولة تحكمها قوانين و تشريعات وأنظمة واضحة يقف أمامها الجميع متساوون دون تمييز.
وقد شهد العالم أن المملكة العربية السعودية قد أنجزت خلال الفترة الماضية أكبر ثورة تشريعية في تاريخها، حيث تم إقرار وتعديل العديد من الأنظمة والقوانين، مع التركيز والحرص على كل ما يتعلق بحقوق الإنسان وضمان عدم تعرضه للاستغلال والاضطهاد وحتى ابسط سوء معاملة .
كما تم إنشاء العديد من المحاكم المختصة بالنظر في القضايا الشغلية، لضمان سرعة البت فيها.
أن توقيت صدور هذا الفيلم ، والهالة الإعلامية الضخمة التي رافقته تضع أكثر من علامة استفهام، لأن المملكة تقطع في هذا الوقت بالذات خطوات واسعة على طريق الحوكمة و الماسسة لنظم الحياة و المعاملات فيها ، وتحقق نجاحات لافتة ، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
يزعم من يقفون وراء قصة الفيلم لهذا الهندي المضطَهد أنها حدثت قبل 33 عاما ، اذن لماذا تأخر انتاج الفيلم ؟.
انّ “كل ذي نعمة محسود ” لا اعتقد ان قيادة المملكة الرشيدة سترد على هذه الافتراءات رغم انها تملك كل المقومات المادية والمعنوية للرد على هذه المزاعم التي تلتحف بعباءة حرية الابداع ، ولا اعتقد ان العمالة الهندية او غيرها ستغادر المملكة .
فالمملكة وقيادتها منشغلة بتنمية واقع مواطنيها وتطوير مستقبلهم ، ولن تكترث لمثل هذه الحملات المغرضة والممنهجة التي تدل على مدى فشل صانعيها وسوء نيتهم .

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *