“الفوضى السياسية في فرنسا” : ماكرون في مأزق وتحديات جديدة تلوح في الأفق…!
بقلم – ا .حذامي محجوب
( رئيس التحرير )
لا تزال الأزمة السياسية في فرنسا تتصدر العناوين، حيث وصفت صحيفة ” الغارديان “البريطانية العريقة الوضع السياسي في فرنسا بـ”الفوضى”، مما يعكس تعقيدات المشهد الحالي.
ويأتي هذا التوصيف من صحيفة خبرت تغطية الأزمات السياسية طويلة الأمد، مثل تلك التي جرت في الحكومة البريطانية والمعروفة بازمة 10 داونينغ ستريت .
في هذا السياق، أثار إعلان الرئيس إيمانويل ماكرون بأنه من المستحيل تشكيل حكومة منبثقة عن الجبهة الشعبية الجديدة، الفائزة بالانتخابات التشريعية، حالة من الجدل والشكوك حول نوايا القيادة الفرنسية.
وقد اعتُبرت “المشاورات” التي أجراها ماكرون مع القوى السياسية الأخرى كخدعة سياسية، مما أغضب العديد من الناخبين الذين أظهروا رغبتهم في تغيير السياسات من خلال أصواتهم.
وفي خضم هذه التطورات، تعيش فرنسا فترة من عدم الاستقرار ، خصوصا مع افتتاح الألعاب البارالمبية امس الاربعاء على مرأى العالم، والاستعدادات لعودة الطلاب إلى المدارس وسط أجواء مضطربة مع وزيرة التعليم الفرنسية نيكول بيلوبي المتخلية نسبيا . كما زاد من تعقيد الموقف قرار ماكرون باللجوء للتشاور مع الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي وتناول الغداء مع فرانسوا بايرو، مما يعكس حالة الارتباك في إيجاد حلول للأزمة الحالية.
وتبرز المخاوف من محاولة ماكرون تجنب وصول اليسار إلى السلطة، خشية أن يتم تفكيك إصلاحاته الخاصة بالتقاعد، والتي مررها رغم المعارضة الشديدة، كما يخشى أن تتأثر مصالح الأغنياء الذين دأب على خدمتهم منذ توليه السلطة حسب ما يرى معارضوه .ويشير فرانسوا روفين، النائب السابق عن حركة “فرنسا الأبية”، إلى أن هذه التحركات تعكس مقاومة طبقة كاملة للتغيير.
من جهة أخرى، عبّر رئيس نقابة أرباب العمل “ميديف”، باتريك مارتين، عن “ارتياحه” لإبعاد الجبهة الشعبية الجديدة، مما يعكس توافقًا غير مباشر بين بعض القوى السياسية والاقتصادية. ومع هذا الوضع الغامض والمقلق، يبدو أن الأزمة السياسية في فرنسا تتجاوز المدى القصير، وربما يجد الفرنسيون أنفسهم مضطرين للعودة إلى صناديق الاقتراع .
في ظل هذا الجو من عدم الثقة في العملية السياسية، قد نرى تراجعًا في إقبال الناخبين اليساريين، مما يفتح المجال أمام اليمين المتطرف للاستفادة من الوضع والفوز بالسلطة.