تصاعد التوتر بين الجزائر والمغرب في اليابان خلال مؤتمر “تيكاد” !
عواصم – طوكيو : عرب 21 :
شهد الاجتماع التحضيري للدورة التاسعة من مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا (تيكاد) حادثة غير مسبوقة بين الدبلوماسيين الجزائريين والمغاربة، مما جذب انتباه وسائل الإعلام بشكل كبير.
وقع الحادث يوم السبت، 24 أغسطس، عندما اندلع شجار بين ممثلين دبلوماسيين من الجزائر والمغرب حول موضوع الصحراء المغربية.
تداولت وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات تُظهر مندوبا مغربيا يحاول انتزاع لافتة تحمل اسم “الجمهورية الصحراوية”، التي وضعها الأمين العام لما يسمى الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لدى الاتحاد الإفريقي، لامين بالي. يعدّ هذا الكيان عضوًا في الاتحاد الإفريقي، ولكن المغرب و اغلب الدول في العالم تعارض وجوده و تعتبره حركة انفصالية مصطنعة غير قانونية.
على إثر ذلك، تدخل ديبلوماسي جزائري واشتبك مع نظيره المغربي ، مما أدى إلى تصاعد الموقف وتبادل الشتائم بين الطرفين قبل أن يتم تفريقهما من قبل الحضور.
الممثل الصحراوي حضر المؤتمر بجواز سفر ديبلوماسي جزائري، مما أثار استياء اليابان نفسها ، التي أكدت بأنها لا تعترف بما يسمى ” الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية “ولم توجه لها دعوة رسمية اصلا لحضور المؤتمر .
لكن المؤسف فان هذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها وفد صحراوي الجدل في مؤتمرات ” تيكاد ” ، فقد شهدت دولة الموزمبيق عام 2017 حادثة مشابهة حيث حاولت السلطات المحلية فرض مشاركة جبهة البوليساريو المصطنعة مما أدى إلى شجار مع الوفد المغربي .
وفي الدورة الثامنة من ” تيكاد ” التي عُقدت في تونس عام 2022، دعت تونس بشكل أحادي إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، مما جعل المغرب تحتج وتستدعي سفيرها لدى تونس ، اثارت الحادثة كذلك غضب الوفد الياباني ،فأكدت حينها طوكيو أن تيكاد “يركز على تنمية إفريقيا وأن المشاركة تقتصر على الكيانات السياسية المعترف بها من قبل اليابان والتي لا تخضع لعقوبات من قبل الاتحاد الإفريقي”.
تجد اليابان نفسها اليوم في موقف محرج، فهي تسعى للحفاظ على علاقاتها الاقتصادية مع كل من الجزائر، التي تعتبر مصدرًا رئيسيًا للنفط، والمغرب، حيث تستثمر شركاتها وتشتري الأسمدة.
كما أن اليابان و على غرار اغلب دول العالم تدعم خطة المغرب لعام 2007 بشأن الحكم الذاتي للصحراء المغربية، إلا أنها تسعى للحفاظ على توازن دبلوماسي في المنطقة.
خلال لقاء في سبتمبر 2023 بين وزيري الخارجية الياباني والمغربي، أشاد وزير الخارجية الياباني، يوشيماسا هاياشي، بـ”الجهود الجادة وذات المصداقية التي يبذلها المغرب لدفع العملية نحو حل قضية الصحراء المغربية”، وقد أعادت يوكو كاميكو، التي خلفت هاياشي، تأكيد هذا الموقف في شهر مايو الماضي.
الحادثة دفعت اليابان إلى تقديم احتجاج رسمي لدى الجزائر.
في السياق نفسه، اعترفت فرنسا في 30 يوليو بأن خطة المغرب لعام 2007 هي “الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومفاوض وفقًا لقرارات مجلس الأمن الدولي”. وعلى إثر ذلك، استدعت الجزائر سفيرها من باريس احتجاجًا على الموقف الفرنسي.
تجدر الإشارة إلى أن هذا التوتر المتصاعد بين الجزائر والمغرب في الساحة الدولية يعكس النزاع المستمر والمتجدد بين الجارتين حول الصحراء المغربية، مما يضيف تعقيدات جديدة للمشهد السياسي في المنطقة .