“كامالا هاريس: طريق جديد لأمريكا اخرى ، متصالحة ، متفائلة ” .
عواصم – عرب 21 :
ا . حذامي محجوب .
أشادت كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر القادم ، بأمة جاهزة لمزيد المضي قدمًا ، مؤكدة على رؤية لأمريكا متصالحة ومتفائلة.
جاء ذلك خلال خطابها في ختام مؤتمر الحزب الديمقراطي، حيث تحدثت عن ” منهج جديد ” يقود البلاد نحو المستقبل. وقالت هاريس، أمام حشد من المندوبين الذين كانوا يرتدون الأبيض ويهتفون “الولايات المتحدة الأمريكية”، إن رحلتها التي قادتها إلى هذا الموقع لم تكن متوقعة، “لكنها أكدت أنها “ليست غريبة عن الرحلات غير المتوقعة.”
مع بقاء خمسة وسبعين يومًا فقط تفصلنا عن موعد الانتخابات في 5 نوفمبر، تجد هاريس نفسها في سباق متسارع مع الزمن، حيث يمكن أن يتغير كل شيء بعد أن صادق المؤتمر الديمقراطي على ترشيحها في 22 أغسطس.
تأتي هذه الخطوة بعد أن حلت هاريس محل جو بايدن في يوليو الماضي ، مؤكدة استعدادها لقيادة الولايات المتحدة نحو “مرحلة جديدة” من التقدم.
تروي هاريس قصة رحلتها الشخصية، كونها ابنة لمهاجرين، حيث كان والدها جامايكيًا وأستاذًا للاقتصاد في جامعة ستانفورد، ووالدتها عالمة هندية متحمسة لعلم الأحياء. تحدثت عن والدتها التي جاءت إلى أمريكا في سن 19 لتحقيق حلمها بأن تصبح عالمة تعالج سرطان الثدي، وأشارت إلى طفولتها السعيدة في ولاية كاليفورنيا رغم طلاق والديها.
تقدم هاريس نفسها كرمز للصعود الاجتماعي وتجسيد للحلم الأمريكي، متجاوزة كل خيبات الأمل في السنوات الأخيرة. كما تحدثت هاريس عن تأثير والدتها عليها، حيث قالت : “كانت والدتي تقول لي دائمًا: لا تشتكي من الظلم، بل افعلي شيئًا لتصحيحه”. وبالفعل، أصبحت هاريس مدعية عامة في كاليفورنيا، مسلحة بالعزم والإرادة لتغيير الأمور.
حملة هاريس الانتخابية ترتكز على ثلاث كلمات رئيسية : الفرح، الأمل، الحرية.
عُرفت هاريس بدفاعها عن الأطفال والأسر الذين تم طردهم من منازلهم، ومكافحة عصابات المخدرات.
كشفت عن دافعها الشخصي لهذا العمل عندما تذكرت حادثة تعرضت فيها إحدى صديقاتها للاعتداء الجنسي، مما دفعها لأن تصبح “حامية” للأشخاص الذين يحتاجون إلى الحماية.
تميزت هاريس عن منافسيها، حيث قدمت رؤية مختلفة لأمريكا تتجاوز الانقسامات التي عانى منها البلد في السنوات الأخيرة.
تعد بنهج جديد يعزز من وحدة الشعب الأمريكي، مبدية تركيزها على الطبقة الوسطى كقوة دافعة للتقدم .
قالت: “هذه قضية شخصية بالنسبة لي. أنا أنتمي إلى الطبقة الوسطى”.
تعكس رؤيتها الجديدة أكثر إشراقًا وتفاؤلاً، حيث تسعى إلى بناء تحالفات جديدة وتحقيق توافق سياسي.
قادت هاريس تحولا في الحزب الديمقراطي، مستبدلة رسائل الغضب والانقسام برسائل المصالحة والأمل.
في مؤتمر الحزب لعام 2020، برزت هاريس كرمز للتغيير والتجديد، حيث تم تسليط الضوء على القيادات الشابة والمتنوعة من مختلف أنحاء البلاد، من النساء والرجال، البيض والسود واللاتينيين.
هذا الزخم الجديد أظهر أن الحزب الديمقراطي يسعى لتقديم بديل قوي وديناميكي لأمريكا المستقبل.
أشارت هاريس إلى أن التغيير في الحزب الديمقراطي يعكس أيضًا التغيير الحاصل في البلاد.
فأمريكا 2024 ليست كما كانت في 2016. النمو الاقتصادي، التوظيف الكامل، زيادة الأجور، وتحسين النظام الاجتماعي كلها علامات على أن البلاد تتجه نحو مستقبل أكثر إنسانية وعدالة.
فيما يخص السياسات الخارجية، انتقدت هاريس موقف الرئيس السابق دونالد ترامب من الجنود الأمريكيين والجنود المدفونين في مقابر أوروبا، واصفة إياه بأنه يفتقر للجدية والاحترام.
كما حذرت من خطورة عودة ترامب إلى البيت الأبيض، متهمة إياه بالسعي لتحقيق مصالحه الشخصية والتخلي عن حلفاء أمريكا التقليديين.
أكدت كذلك على تعزيز التحالف الأطلسي ودعم أوكرانيا، مشددة على أن أمريكا يجب أن تبقى لاعبًا دوليًا نشطًا ومدافعًا عن الحرية والقيم الديمقراطية.
اختتمت هاريس خطابها بالقول : “لنظهر للعالم من نحن”، مشيدة بأمريكا المشاركة في الشؤون الدولية، والمدافعة عن الحرية والقيم الديمقراطية.
ورغم النجاح الذي شهده المؤتمر، إلا أن هاريس تدرك أن التحديات لا تزال قائمة، وأن حملتها تحتاج إلى جهد مضاعف لكسب ثقة الناخبين وتوحيد صفوف الحزب.
لكن رغم أن هاريس تواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك ضرورة توضيح مواقفها في المناظرات الرئاسية المقبلة، إلا أن حملتها ترتكز على موجة من التفاؤل لم تشهدها أمريكا منذ حملة باراك أوباما الناجحة في 2008.