سياسة الإلهاء هي مجرد تخدير مؤقت !.
ابوبكر الصغير
التعامل مع البشر يحتاج إلى عيني صقر وعنق غزال وصبر أيوب.
أقوى المحاربين هما الوقت والصبر.
اربع مصائب اذا اجتمعت في امّة كانت مؤذّنا لخرابها : الفقر ، الجهل ، الوباء ، الغباء .
عملية إدارة الإدراك Gestion des perceptions ، التي يقوم الأفراد و التي من خلالها يتم اختيار وتنظيم وتفسير المدخلات من حواسهم لإعطاء معنى ونظام للعالم من حولهم .
يكون ذلك عبر الشحن الإعلامي عادة .
تمكن هذه العملية من إبطاء الأمور عند الحاجة، وجمع معلومات أوسع وأكثر أهمية، وتسهيل المحادثات و تمرير القرارات حيث يكون لكل شخص صوت، وإعادة صياغة المواقف بشكل مناسب و أسرع لصالح صانع العملية .
ينجح ذلك عادة في توجيه عدوانية الراي العام نحو جهة او وضع ما ، وشيطنة الآخر العدو ، المختلف بواسطة البروبغندا المكثفة، لكنها لن تصلح او تعالج الأسباب الجذرية التي أوصلت إلى هذه الحالة .
بما يعني أن سياسة الإلهاء هي مجرد تخدير مؤقت،
لألم نابع من جرح غائر يزداد عمقه يوما بعد يوم،
وذات يوم سيكتشف المريض أن جرحه لم يندمل،
وأن الطبيب خدعه بالجرعات المسكنة التي ما عادت تنفع، وحينها تنفجر عدوانيته وغضبه .
عبارة إدارة الإدراك ، بمثابة تعبير ملطف عن جانب من جوانب حرب المعلومات . يشير البعض في هذا المجال إلى وجود تمييز بين إدارة التصور والدبلوماسية العامة، التي لا تنطوي، كقاعدة عامة، على الباطل والخداع، في حين أن هذه مكونات مهمة لإدارة التصور. والغرض من ذلك هو جعل الطرف الآخر يعتقد ما يرغب المرء في تصديقه، مهما كانت الحقيقة.
الإدراك هو الطريقة التي يتعرف بها الأفراد على البيئة العامة ويفسرونها.
من اجل محاولة السيطرة على تصورات أو انطباعات الآخرين.
يستخدم الأهداف أساليب إدارة الانطباع عند التفاعل مع المدركين الذين لديهم السلطة عليهم.
تتضمن أساليب إدارة الانطباع المختلفة المطابقة السلوكية بين هدف الإدراك والمُدرك، أو تعزيز الذات (تقديم الذات في ضوء إيجابي)، أو التوافق مع المعايير الظرفية، أو تقدير الآخرين، أو الاتساق. لكن ما علاقة الإدراك بحقيقة الواقع . إذا تمكن المرء من تشكيل تصور عن نفسه والآخرين، فيمكنه تغيير الواقع. وهذا يجعله سيّد نفسه و قائد فكر هائل.
الواقعية ليست بالضبط أفضل دليل للسعادة الشخصية. ولكن إذا كنت على دراية بالاختلافات بين عالمك الداخلي و واقعك الخارجي وتستطيع إدارتها والولوج داخلهما، فهذا رائع.
فمن الضروري للبقاء على قيد الحياة ان يستوعب المرء عالمه الذي يعيش .
في الجوهر، عندما ننظر إلى الأمر، فإننا جميعا نعيش كسائرين أثناء النوم. العالم الذي لا يراه أحد ويدركه ليس حقيقيا ، فكل فرد اعلم بذاته .
كل ما يمكننا فعله هو محاولة معرفة وفهم أنفسنا و الآخر الذي يعايشنا بالمحصلة فهم الحياة أكثر .
رغم أن عمليات إدارة التصورات تتم عادة داخل الساحة الدولية بين الحكومات، وبين الحكومات والمواطنين ، إلا أن استخدام تقنيات الادراك و إدارة التصورات أصبح جزءا من أنظمة إدارة المعلومات السائدة بعدة طرق لا تتعلق بالحملات أو علاقات الحكومة مع المواطنين. قد تتعاقد المؤسسات مع مؤسسات أخرى لإجراء إدارة التصورات لها، أو يمكنها إجراؤها داخليًا مع موظفي العلاقات العامة لديها.
نحتاج إلى المضي قدمًا بوعي العدم الخاص بنا دون أخذ الشخص الخارجي أو العملية على محمل الجد.
لأننا كما يقولون نحن نعيش بين أناس نائمين. على الأقل بفضل التكنولوجيا، نعيش بين ” الآلات ” البشرية. لذلك، لن يكون من الحكمة أن نتوقع الوعي من أشخاص لا يدركون أنفسهم، ولا ذاتهم، ولا وجودهم.
جئنا إلى هذا العالم لا لنَفهم، بل لنُفهم !. إذا واصلنا الاستنباط مرة أخرى فلنبدأ بتعريف الإدراك ثم ننتقل إلى إدارته.
لمجرد حذف الحقيقة، لا يعني أن الحقيقة ليست حقيقية. ولمجرد عدم إدراك الواقع، لا يعني أنه غير حقيقي .