صراع الاستخبارات بين اسرائيل وحزب الله يصل إلى ذروته….!.
بقلم : أ. حذامي محجوب .
في تصعيد مستمر لصراع طويل الأمد، شهدت الأيام الأخيرة تصاعداً حاداً في الحرب الاستخباراتية بين اسرائيل وحزب الله، وذلك بعد سلسلة من الاغتيالات المستهدفة التي نفذتها قوات الاحتلال.
كان أبرز هذه العمليات اغتيال القائد العسكري البارز في حزب الله، فؤاد شكر، في الضاحية الجنوبية لبيروت، مما أثار تساؤلات جدية حول قدرة إسرائيل على اختراق المنظومة الأمنية لحزب الله والوصول إلى قياداته العليا.
منذ 8 أكتوبر، تكبدت جبهة المقاومة خسائر فادحة، حيث سقط نحو 400 مقاتل من حزب الله، من بينهم أكثر من عشرين قائدا بارزا، في هجمات دقيقة نفذها الاحتلال باستخدام تقنيات متطورة، تشمل الطائرات المسيرة الانتحارية، والصواريخ، والعبوات الناسفة.
وكان اغتيال وسام طويل، قائد وحدة النخبة في حزب الله، من أبرز هذه العمليات، حيث استهدفت ضربة جوية مركبته في جنوب لبنان.
تعتمد اسرائيل في هذه العمليات على تقنيات تجسس واستخبارات متقدمة، بما في ذلك استخدام الذكاء الاصطناعي واعتراض المكالمات الهاتفية عبر وحدة 8200 التابعة لجيش الاحتلال.
هذه الوحدة أثبتت براعتها في اختراق الأجهزة المتصلة ومراقبة وسائل التواصل الاجتماعي، مستغلة ضعف البنية التحتية للاتصالات في لبنان.
بالإضافة إلى ذلك، تستمر اسرائيل في استخدام شبكة واسعة من الجواسيس المحليين والدوليين، مما يعزز من قدراتها الاستخباراتية.
على الجانب الآخر، يسعى حزب الله إلى مواجهة هذه التهديدات عبر تعزيز ترسانة أمنه الداخلي والرد على العدوان بمهاجمة البنية التحتية الاستخباراتية لإسرائيل ، أمر الحزب مقاتليه بالتخلي عن هواتفهم الذكية، بالتالي لا اتصالات ، و لا صور أو أسماء على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا مكان للتكنولوجيا الحديثة على الجبهة، أوامر يستمر قادة الحزب في إصدارها بهدف درء المخاطر، إضافة إلى سعيهم المستمر لمهاجمة البنية التحتية للاستخبارات الإسرائيلية، والعمل على إسقاط بالونات التجسس وطائرات الاستطلاع..
كما نفذ هجمات على مواقع استخباراتية إسرائيلية في الجولان المحتل وأسقط عدة طائرات مراقبة بدون طيار، مما أثر على فعالية نظام القبة الحديدية.
وفي تطور غير مسبوق، تمكنت طائرة استطلاع إيرانية الصنع تابعة لحزب الله من التحليق فوق قاعدة رامات دافيد الجوية ومدينة حيفا دون أن يتم إسقاطها، مما يمثل أول اختراق من نوعه للأجواء الإسرائيلية منذ عام 1948.
هذه العملية تعكس تطور قدرات حزب الله على الرد على التهديدات الاسرائيلية بفعالية.
تكشف هذه المستجدات أن الحرب الاستخباراتية بين اسرائيل وحزب الله تجاوزت الحدود التقليدية ودخلت مرحلة جديدة من الصراع، حيث يعتمد الطرفان بشكل متزايد على التكنولوجيات المتطورة والتكتيكات غير التقليدية لتحقيق أهدافهما.
وإذا كانت اسرائيل تضاعف الاغتيالات مستفيدة من تفوقها التكنولوجي خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي ، فإن حزب الله يستعد ويرد بالمثل، مما يضع المنطقة أمام سيناريوهات مفتوحة على جميع الاحتمالات .